7 / 6
أوَّلُ مَن صَلَّى النَّوافِلَ جَماعَةًنوافل شهر رمضان
لقد اتّضح من الروايات المتقدّمة أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله كان كثير التنفّل في شَهر رمضان ، وكان يرغّب النّاس ويحثّهم على ذلك . ثمّ إنّها كانت تُصلّى فرادى لاجماعةً ، وإنّما أخذ الناس بصلاة النافلة في شهر رمضان جماعةً في زمن عمر بن الخطّاب وبأمرٍ منه . وإليك بيان ذلك :
۵۹۸.صحيح مسلم عن أبي هريرة :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يُرَغِّبُ في قِيامِ رَمَضانَ مِن غَيرِ أن يَأمُرَهُم فيهِ بِعَزيمَةٍ ۱ ، فَيَقولُ : «مَن قامَ رَمَضانَ إيماناً وَاحتِساباً غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ» . فَتُوُفِّيَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَالأَمرُ عَلى ذلِكَ ۲ ، ثُمَّ كانَ الأَمرُ عَلى ذلِكَ في خِلافَةِ أبي بَكرٍ وصَدراً مِن خِلافَةِ عُمَرَ عَلى ذلِكَ . ۳
۵۹۹.صحيح البخاري عن عبدالرحمن بن عبدٍ القاريّ :خَرَجتُ مَعَ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ لَيلَةً في رَمَضانَ إلَى المَسجِدِ ، فَإِذَا النّاسُ أوزاعٌ ۴ مُتَفَرِّقونَ ، يُصَلِّي الرَّجُلُ لِنَفسِهِ ، ويُصَلِّي الرَّجُلُ فَيُصَلّي بِصَلاتِهِ الرَّهطُ ۵ ، فَقالَ عُمَرُ : إنّي أرى لَو جَمَعتُ هؤُلاءِ عَلى قارِىًواحِدٍ لَكانَ أمثَلَ ، ثُمَّ عَزَمَ فَجَمَعَهُم عَلى اُبَيِّ بنِ كَعبٍ ، ثُمَّ خَرَجتُ مَعَهُ لَيلَةً اُخرى وَالنّاسُ يُصَلّونَ بِصَلاةِ قارِئِهِم .
قالَ عُمَرُ : نِعمَ البِدعَةُ هذهِ! ۶
1.أي لايأمرهم أمرَ إيجابٍ وتحتيم ؛ بل أمرَ ندبٍ وترغيب (هامش المصدر) .
2.أي استمرّ الحال على ترك الجماعة في قيام شهر رمضان .
3.صحيح مسلم : ۱/۵۲۳/۱۷۴ ، صحيح البخاري : ۲ / ۷۰۷ / ۱۹۰۵ وفيه مِن «مَن قام ...» ، الموطّأ : ۱/۱۱۳/۲ وفيهما «قال ابن شهاب : فتوفّي رسول اللّه ...» ، السنن الكبرى : ۲ / ۶۹۳ / ۴۵۹۹ وص ۶۹۴ / ۴۶۰۲ .
4.أوزاع : جماعات (الصحاح : ۳ / ۱۲۹۷) .
5.الرهط : من الرجال مادون العشرة ، وقيل إلى الأربعين (النهاية / ۲ : ۲۸۳) .
6.صحيح البخاري : ۲ / ۷۰۷ / ۱۹۰۶ ، الموطّأ : ۱ / ۱۱۴ / ۳ ، السنن الكبرى : ۲ / ۶۹۴ / ۴۶۰۳ وح .۴۶۰۴ .