465
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

ويحتمل كونه تعليلاً للخلق المفهوم من السياق؛ أي إنّما خلقهنّ قبل دخول المؤمنين الجنّة ليبشّرهم بهنّ في الدُّنيا . أو علّة لإتيان الكرامة أيضا .

متن الحديث الثامن والأربعين والمائة

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَ۱عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، جَمِيعا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ يُونُسَ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ، قَالَ:قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : «إِنَّ لِلشَّمْسِ ثَلاَثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ بُرْجا، كُلُّ بُرْجٍ مِنْهَا مِثْلُ جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْعَرَبِ، فَتَنْزِلُ كُلَّ يَوْمٍ عَلى بُرْجٍ مِنْهَا، فَإِذَا غَابَتِ انْتَهَتْ إِلى حَدِّ بُطْنَانِ الْعَرْشِ، فَلَمْ تَزَلْ سَاجِدَةً إِلَى الْغَدِ، ثُمَّ تُرَدُّ إِلَى مَوْضِعِ مَطْلَعِهَا، وَمَعَهَا مَلَكَانِ يَهْتِفَانِ مَعَهَا، وَإِنَّ وَجْهَهَا لأهْلِ السَّمَاءِ، وَقَفَاهَا لأهْلِ الْأَرْضِ، وَلَوْ كَانَ وَجْهُهَا لأهْلِ الْأَرْضِ لَاحْتَرَقَتِ الْأَرْضُ وَمَنْ عَلَيْهَا مِنْ شِدَّةِ حَرِّهَا، وَمَعْنى سُجُودِهَا مَا قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: «أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النّاسِ»۲ ».

شرح

السند حسن على تقدير توثيق محمّد بن عيسى ، وإلّا فضعيف . وأيضا في رواية أبي الصبّاح عن الأصبغ شائبة إرسال.
قوله : (ثلاثمائة وستّين بُرجا) .
في القاموس : «البرج، بالضمّ: الركن، والحِصن، وواحد بُرُوج السماء». ۳
وكأنّ المراد هنا الدرجة المداريّة التي نزل إليها كلّ يوم بحركتها الخاصّة، ويكون هذا العدد مبنيّا على عدّ كلّ شهر من شهور السنة ثلاثين يوما .
وقيل : بناؤه على ما هو الشائع بين الناس من تقدير السنة به، وإن لم يكن مطابقا لشيء من حركتي الشمس والقمر . ۴

1.في السند تحويل بعطف العدّة عن سهل ، على عليّ بن إبراهيم ، عطف طبقتين على طبقة واحدة .

2.الحجّ (۲۲) : ۱۸ .

3.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۷۸ (برج) .

4.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۱۶۸ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
464

«حُورٌ مَقْصُورَاتٌ» أي قُصِرن في خدورهنّ . يُقال : امرأة قصيرة وقصورة ومقصورة؛ أي مخدّرة، أو مقصورات الطرف على أزواجهنّ . ۱
وقال الفيروزآبادي :
الحُور ـ بالضمّ ـ جمع أحور، وحَوْراء. وبالتحريك: أن يشتدّ بياضُ بياضِ العين، وسوادُ سوادِها، وتستدير حدقتها، وترقّ جفونها، ويبيض ما حواليها . أو شدّة بياضها وسوادها في شدّة بياض الجسد، أو اسوداد العين كلّها مثل الظباء، ولا يكون في بني آدم، بل يستعار لها . ۲
وقال : «امرأة مقصورة: محبوسة في البيت، لا تترك أن تخرج» . ۳
وقوله : (المضمومات المُخدّرات) .
الضمّ: قبض شيء إلى شيء . ولعلّ المراد أنّهنّ ضممن إلى خِدرهنّ، أو إلى الخيام، أو إلى الأزواج .
والخِدر، بالكسر: الستر . وجارية مُخدّرة: اُلزِمت الستر .
وفي بعض النسخ: «المضمّرات» بدل «المضمومات» . قال الجزري : «تضمير الخيل، هو أن يظاهر عليها بالعلف حتّى تسمن» . ۴
وقوله : (سبعون كاعبا حُجّابا لهنّ) .
الكاعب: الجارية حين يبدو ثديها للنهود؛ أي الارتفاع. والجمع: كواعبُ.
والحجّاب، بالضمّ والتشديد: جمع حاجب الأمير .
(وتأتيهنّ كلّ يوم كرامة من اللّه ) .
المستتر في «تأتيهنّ» راجع إلى سبعين كاعبا . والبارز إلى الحور. و«كرامة» منصوب على التميز .
ويحتمل أن يكون «كرامة» فاعل «تأتيهنّ» .
(يبشّر اللّه بهنّ المؤمنين) أي يبشّر بألسنة رسله، وفي كتبه بأنّ لهم صنفين من الأزواج .
وفي بعض النسخ : «ليبشّر اللّه »؛ يعني أنزل هذه الآية ليبشّرهم .

1.تفسير البيضاوي ، ج ۵ ، ص ۲۸۱ (مع تلخيص) .

2.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۵ (حور) .

3.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۱۸ (حبس) .

4.النهاية ، ج ۳ ، ص ۹۹ (ضمر) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153233
صفحه از 624
پرینت  ارسال به