517
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

متن الحديث التسعين والمائة

۰.عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ السَّرِيِّ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ،۱عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ:سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللّهِ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله مَرَّ بِنَا ذَاتَ يَوْمٍ، وَنَحْنُ فِي نَادِينَا، وَهُوَ عَلى نَاقَتِهِ، وَذلِكَ حِينَ رَجَعَ مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَوَقَفَ عَلَيْنَا، فَسَلَّمَ، فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ قَالَ: «مَا لِي أَرى حُبَّ الدُّنْيَا قَدْ غَلَبَ عَلى كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ، حَتّى كَأَنَّ الْمَوْتَ فِي هذِهِ الدُّنْيَا عَلى غَيْرِهِمْ كُتِبَ، وَكَأَنَّ الْحَقَّ فِي هذِهِ الدُّنْيَا عَلى غَيْرِهِمْ وَجَبَ، وَحَتّى كَأَنْ لَمْ يَسْمَعُوا وَيَرَوْا مِنْ خَبَرِ الْأَمْوَاتِ قَبْلَهُمْ، سَبِيلُهُمْ سَبِيلُ قَوْمٍ سَفْرٍ، عَمَّا قَلِيلٍ إِلَيْهِمْ رَاجِعُونَ، بُيُوتُهُمْ أَجْدَاثُهُمْ، وَيَأْكُلُونَ تُرَاثَهُمْ، فَيَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُخَلَّدُونَ بَعْدَهُمْ؟! هَيْهَاتَ، هَيْهَاتَ أَ مَا يَتَّعِظُ آخِرُهُمْ بِأَوَّلِهِمْ؟ لَقَدْ جَهِلُوا، وَنَسُوا كُلَّ وَاعِظٍ فِي كِتَابِ اللّهِ، وَآمَنُوا شَرَّ كُلِّ عَاقِبَةِ سُوءٍ، وَلَمْ يَخَافُوا نُزُولَ فَادِحَةٍ وَبَوَائِقَ حَادِثَةٍ، طُوبى لِمَنْ شَغَلَهُ خَوْفُ اللّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَنْ خَوْفِ النَّاسِ، طُوبى لِمَنْ مَنَعَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوبِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ إِخْوَانِهِ، طُوبَى لِمَنْ تَوَاضَعَ لِلّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ، وَزَهِدَ فِيمَا أَحَلَّ اللّهُ لَهُ مِنْ غَيْرِ رَغْبَةٍ عَنْ سِيرَتِي، ۲ وَرَفَضَ زَهْرَةَ الدُّنْيَا مِنْ غَيْرِ تَحَوُّلٍ عَنْ سُنَّتِي، وَاتَّبَعَ الْأَخْيَارَ مِنْ عِتْرَتِي مِنْ بَعْدِي، وَجَانَبَ أَهْلَ الْخُيَلَاءِ وَالتَّفَاخُرِ وَالرَّغْبَةِ فِي الدُّنْيَا، الْمُبْتَدِعِينَ خِلَافَ سُنَّتِي، الْعَامِلِينَ بِغَيْرِ سُنَّتِي، ۳ طُوبى لِمَنِ اكْتَسَبَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مَالاً مِنْ غَيْرِ مَعْصِيَةٍ، فَأَنْفَقَهُ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ، وَعَادَ بِهِ عَلى أَهْلِ الْمَسْكَنَةِ، طُوبى لِمَنْ حَسُنَ مَعَ النَّاسِ خُلُقُهُ، وَبَذَلَ لَهُمْ مَعُونَتَهُ، وَعَدَلَ عَنْهُمْ شَرَّهُ، طُوبى لِمَنْ أَنْفَقَ الْقَصْدَ، وَبَذَلَ الْفَضْلَ، وَأَمْسَكَ قَوْلَهُ عَنِ الْفُضُولِ وَقَبِيحِ الْفِعْلِ».

شرح

السند ضعيف .
قوله : (في نادينا) أي مجلسنا، ومتحدّثنا .

1.في الحاشية: «الأنصاري، ثقة، واسمه عبد الغفار بن القاسم». اُنظر : رجال النّجاشي ، ص ۲۴۶ ، الرقم ۶۴۹ ؛ رجال الطوسي ، ص ۱۴۰ ، الرقم ۱۴۹۰ .

2.في الحاشية عن بعض النسخ: «سيَري».

3.في كلتا الطبعتين : «سيرتي» .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
516

والمقصود التحذير من النظر إلى حال من هو أعلى مرتبة بحسب الدُّنيا، وتمنّى مثل حاله .
وقوله تعالى في سورة التوبة : «فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ» .
في القاموس: «أعجبه: حمله على العجب منه» ۱ ؛ أي لا تملِكُ، ولا تزعجك كثرة أموال هؤلاء المنافقين، وكثرة أولادهم إلى العجب منهما، ولا تأخذ بقلبك ما تراه منهم، ولا تنظر إليهم بعين الإعجاب؛ فإنّ ذلك استدراج ووبال لهم، كما قال : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ»۲ .
وقوله تعالى في سورة طه : «وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ» .
قال البيضاوي :
أي نظر عينيك . «إِلى مَا مَتَّعْنَا بِهِ» استحسانا وتمنّيا أن يكون لك مثله.
«أَزْوَاجا مِنْهُمْ» أصنافا من الكفرة . ويجوز أن يكون حالاً من الضمير في «به»، والمفعول منهم؛ أي إلى الذي متّعنا به ، وهو أصنافٌ بعضهم أو ناسا منهم .
«زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا» منصوب بمحذوف دلّ عليه «متّعنا»، أو «به» على تضمينه معنى أعطينا . أو بالبدل من محلّ «به»، أو من «أزواجا» بتقدير مضاف ودونه، وهي الزينة والبهجة . ۳
وقوله : (من ذلك) أي من طموح البصر والنظر إلى عزّ الدُّنيا وفخرها نظر راغبٍ فيها .
قال الجوهري : «الوَقود: الحطب» . ۴
وقال: «السعفة، بالتحريك: غصن النخل. والجمع: السَّعْف أيضا» . ۵
وقوله : (فاذكر مُصابك برسول اللّه صلى الله عليه و آله ) ؛ أمر به لأنّ ذكر المصائب العِظام يوجب الرِّضا بما دونها .
قال الجوهري : «أصابته مصيبةٌ، فهو مُصاب» . ۶
وفي القاموس : «الإصابة: التفجيع، كالمصابة. والصّابة: المصيبة، كالمصابة» انتهى . ۷
ويحتمل أن يُراد هنا بالمصاب مكان الإصابة، أونفس المصيبة ، أو يجعل الإضافة بيانيّة . أو نقول: أصله المصابة، فحذفت التاء في الإضافة تخفيفا، كما في أقام الصلاة .

1.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۰۱ (عجب) .

2.التوبة (۹) : ۵۵ .

3.تفسير البيضاوي ، ج ۴ ، ص ۷۸ .

4.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۸۱ (وقد) .

5.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۳۷۴ (سعف) .

6.الصحاح، ج ۱، ص ۱۶۵ (صوب) .

7.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۹۴ (صوب) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153213
صفحه از 624
پرینت  ارسال به