583
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

تَمَثَّلَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام بِبَيْتِ شِعْرٍ لأْنِ أَبِي عَقِبٍ:

«وَيُنْحَرُ بِالزَّوْرَاءِ مِنْهُمْ لَدَى الضُّحىثَمَانُونَ أَلْفا مِثْلُ مَا تُنْحَرُ الْبُدْنُ».
وَرَوى غَيْرُهُ: «الْبُزَّلُ».
ثُمَّ قَالَ لِي: «تَعْرِفُ الزَّوْرَاءَ؟» قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، يَقُولُونَ: إِنَّهَا بَغْدَادُ؟
قَالَ: «لَا»، ثُمَّ قَالَ عليه السلام : «دَخَلْتَ الرَّيَّ؟» قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: «أَتَيْتَ سُوقَ الدَّوَابِّ؟» قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: «رَأَيْتَ الْجَبَلَ الْأَسْوَدَ عَنْ يَمِينِ الطَّرِيقِ تِلْكَ الزَّوْرَاءُ، يُقْتَلُ فِيهَا ثَمَانُونَ أَلْفا ۱ مِنْ وُلْدِ فُلَانٍ، كُلُّهُمْ يَصْلُحُ لِلْخِلَافَةِ؟» قُلْتُ: وَمَنْ يَقْتُلُهُمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ؟
قَالَ: «يَقْتُلُهُمْ أَوْلَادُ الْعَجَمِ».

شرح

السند ضعيف .
قوله : (تمثّل أبو عبد اللّه عليه السلام ) .
في القاموس : «تمثّل بالشيء: ضربه مَثَلاً. وتمثّل: أنشد بيتا، ثمّ آخر ثمّ آخر» . ۲
(ببيت شعر لابن أبي عَقِب) ۳ ؛ بسكون القاف أو كسرها، وكأنّه سمع مضمونه من المعصوم، وأدرجه في سلك النظم.
وفيه دلالة على جواز التمثيل بالشعر وإنشاده إذا لم يتضمّن كذبا أو باطلاً .
(ويُنحر) ؛ على بناء المجهول، من النحر، وهو في الإبل بمنزلة الذبح في الشاة، وفعله كمنع . والمراد هنا القتل .
(بالزَّوراء) .

1.في كلتا الطبعتين وبعض نسخ الكافي : + «منهم ثمانون رجلاً» .

2.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۴۹ (مثل) .

3.عبد اللّه بن أبي عقب الشاعر، الراوي عن الرسول وأمير المؤمنين عليه السلام ، وله كتاب أخبار وكتاب شعر ذكرهما النجاشي في رجاله، وهو الذي كتب عليّ عليه السلام على يده إلى الخوارج. وقيل: هو من جند إبراهيم بن الأشتر الذين بعثهم المختار لأخذ ابن زياد، ونقل لهم حديثا دالاًّ على غلبتهم. اُنظر: رجال النجاشي، ص ۶۶؛ مستدركات علم رجال الحديث، ج ۴، ص ۴۷۱، الرقم ۸۰۲۲؛ و ص ۴۹۰، الرقم ۸۱۱۳؛ معجم رجال الحديث، ج ۷، ص ۸۴.


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
582

إذا عرفت هذا فنقول : لعلّ المراد أنّ الناس مختلفون في الاستعدادات والقابليّات، والعقول والأخلاق، كاختلاف المعادن؛ فإنّ بعضها ذهب، وبعضها فضّة، وبعضها غير ذلك، فمن كان يظهر منه في الجاهليّة آثار العقل والإنصاف والمروّة والأخلاق المرضيّة، فهو يسرع إلى قبول الحقّ في الإسلام، ويتّصف بمعالي الأخلاق، ويجتنب عن الأوصاف الرذيلة والأعمال الدنيّة بعد المعرفة بها .
ويحتمل أن يكون المراد أنّ الناس متفاوتون في شرافة النسب والحسب كاختلاف المعادن ؛ فمن كان في الجاهليّة من أهل بيت شرف ورفعة، فهو في الإسلام أيضا يكون من أهل الرفعة والشرف بقبول الدِّين وانقياد الحقّ والتخلّق بكرائم الأخلاق ، فشبّههم عليه السلام باعتبار قابليّتهم واستعدادهم في الجاهليّة بما يكون في المعدن قبل استخراجه، وبعد دخولهم في الإسلام بما يظهر من كمال المعدنيّات، ونقصها بعد العمل فيها .
وقيل : المراد أنّ فيهم مبدأ الإيمان والكفر، وأصل الطاعة والمعصية، وغير ذلك من الخواصّ والآثار، والخيرات والشرور، وهي فيه كالنخلة في النواة، والنار في الحجر ، كما أنّ في المعادن ذهبا وفضّة، وجيّدا ورديئا ، كلّ ذلك يظهر بالتمحيص والتجربة والامتحان . وهذا الوجه قريب بما ذكرناه أوّلاً .
وقيل : لعلّ المراد أنّ من له في علم اللّه أصل الإيمان، ومادّته في الجاهليّة، فله ذلك بعد الإسلام، وهو يؤمن به ، ومن له مادّة الكفر فيها، فله ذلك بعده، وهو يكفر به . والغرض إظهار البُعد بين حال المؤمن وحال الكافر .
قال : ويمكن أن يكون ذلك إشارة إلى تقدّم بني هاشم على غيرهم في الشرف والمنزلة في الجاهليّة والإسلام؛ فإنّ شرفهم في الجاهليّة أيضا مشهور، فمكارم أخلاقهم لا يدفعها دافع . ۱

متن الحديث الثامن والتسعين والمائة

۰.سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ۲، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ:

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۲۱۸ .

2.السند معلّق كسابقه .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153346
صفحه از 624
پرینت  ارسال به