قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَنَا سَلْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ، كُنْتُ ضَالاًّ، فَهَدَانِي اللّهُ ـ عَزَّ ذِكْرُهُ ـ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، وَكُنْتُ عَائِلاً، فَأَغْنَانِي اللّهُ ـ عَزَّ ذِكْرُهُ ـ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، وَكُنْتُ مَمْلُوكا، فَأَعْتَقَنِي اللّهُ ـ عَزَّ ذِكْرُهُ ـ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ؛ هذَا نَسَبِي، وَهذَا حَسَبِي.
فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إِنَّ حَسَبَ الرَّجُلِ دِينُهُ، وَمُرُوءَتَهُ خُلُقُهُ، وَأَصْلَهُ عَقْلُهُ، وَقَالَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «إِنّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوبا وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ»۱ .
ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله لِسَلْمَانَ: لَيْسَ لأحَدٍ مِنْ هؤُلَاءِ عَلَيْكَ فَضْلٌ إِلَا بِتَقْوَى اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِنْ كَانَ التَّقْوى لَكَ عَلَيْهِمْ، فَأَنْتَ أَفْضَلُ».
شرح
السند مجهول .
قوله : (كنتُ مملوكا، فأعتقني اللّه ). روي: أنّه كان مملوكا ليهوديّة، فاشتراه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وأعتقه .
وإرادة العتق من قيد النفس الأمّارة بعيد .
وقوله : (حسب الرجل دينه) .
قال الفيروزآبادي :
الحَسَب: ما تعدّه من مفاخر آبائك، أوالمال، أوالدِّين، أو الكرم، أو الشرف في الفعل، أو الفعال الصالح، أو الشرف الثابت في الآباء. والحَسَب والكرم قد يكونان لمن لا آباء له شُرفاء، والشرف والمجد لا يكونان إلّا بهم. وقد حَسب حسابة ـ كخطُب خطابة ـ وحَسَبا، محرّكة، فهو حسيب من حُسَباء . ۲
وقال : «الدِّين، بالكسر: الإسلام، والعادة، والعبادة، والطاعة، والذلّ، والسيرة، والتوحيد، واسم لجميع ما يُتعَبّد اللّه به، والمللة، والورع» . ۳
(ومروّته في خلقه) .
في المصباح: «المروّة: آداب نفسانيّة يحمل الإنسان مراعاتها على الوقوف عند محاسن