599
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَنَا سَلْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ، كُنْتُ ضَالاًّ، فَهَدَانِي اللّهُ ـ عَزَّ ذِكْرُهُ ـ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، وَكُنْتُ عَائِلاً، فَأَغْنَانِي اللّهُ ـ عَزَّ ذِكْرُهُ ـ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، وَكُنْتُ مَمْلُوكا، فَأَعْتَقَنِي اللّهُ ـ عَزَّ ذِكْرُهُ ـ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ؛ هذَا نَسَبِي، وَهذَا حَسَبِي.
فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إِنَّ حَسَبَ الرَّجُلِ دِينُهُ، وَمُرُوءَتَهُ خُلُقُهُ، وَأَصْلَهُ عَقْلُهُ، وَقَالَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «إِنّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوبا وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ»۱ .
ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله لِسَلْمَانَ: لَيْسَ لأحَدٍ مِنْ هؤُلَاءِ عَلَيْكَ فَضْلٌ إِلَا بِتَقْوَى اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِنْ كَانَ التَّقْوى لَكَ عَلَيْهِمْ، فَأَنْتَ أَفْضَلُ».

شرح

السند مجهول .
قوله : (كنتُ مملوكا، فأعتقني اللّه ). روي: أنّه كان مملوكا ليهوديّة، فاشتراه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وأعتقه .
وإرادة العتق من قيد النفس الأمّارة بعيد .
وقوله : (حسب الرجل دينه) .
قال الفيروزآبادي :
الحَسَب: ما تعدّه من مفاخر آبائك، أوالمال، أوالدِّين، أو الكرم، أو الشرف في الفعل، أو الفعال الصالح، أو الشرف الثابت في الآباء. والحَسَب والكرم قد يكونان لمن لا آباء له شُرفاء، والشرف والمجد لا يكونان إلّا بهم. وقد حَسب حسابة ـ كخطُب خطابة ـ وحَسَبا، محرّكة، فهو حسيب من حُسَباء . ۲
وقال : «الدِّين، بالكسر: الإسلام، والعادة، والعبادة، والطاعة، والذلّ، والسيرة، والتوحيد، واسم لجميع ما يُتعَبّد اللّه به، والمللة، والورع» . ۳
(ومروّته في خلقه) .
في المصباح: «المروّة: آداب نفسانيّة يحمل الإنسان مراعاتها على الوقوف عند محاسن

1.الحجرات (۴۹) : ۱۳ .

2.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۵۴ (حسب) .

3.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۲۲۵ (دين) .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
598

أنّها غرقت مرّتين، فشبّه غرقها بانقلابها» ۱ انتهى .
وأنت خبير بأنّه يمكن حمله ائتكافها على الحقيقة، كما هو ظاهر الأخبار .
(قلت : والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبيّنات) .
قال اللّه ـ عزّ وجلّ ـ في سورة التوبة : «أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ»۲ .
قال البيضاوي :
المؤتفكات: قُريات قوم لوط ائتفكت بهم؛ أي انقلبت بهم، فصارَ عاليها سافلها، واُمطروا حجارةً من سجّيل .
وقيل : قُرَيات المكذّبين المتمرّدين، وائتفاكهنّ انقلاب أحوالهنّ من الخير إلى الشرّ . ۳ انتهى .

متن الحديث الثالث والمائتين

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى، عَنْ حَنَانٍ، قَالَ:سَمِعْتُ أَبِي يَرْوِي عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ: «كَانَ سَلْمَانُ جَالِسا مَعَ نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَأَقْبَلُوا يَنْتَسِبُونَ وَيَرْفَعُونَ فِي أَنْسَابِهِمْ حَتّى بَلَغُوا سَلْمَانَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: أَخْبِرْنِي مَنْ أَنْتَ، وَمَنْ أَبُوكَ، وَمَا أَصْلُكَ؟
فَقَالَ: أَنَا سَلْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ، كُنْتُ ضَالًا، فَهَدَانِي اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله وَكُنْتُ عَائِلاً، فَأَغْنَانِي اللّهُ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، وَكُنْتُ مَمْلُوكا، فَأَعْتَقَنِي اللّهُ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ؛ هذَا نَسَبِي، وَهذَا حَسَبِي».
قَالَ: «فَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَسَلْمَانُ ـ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ ـ يُكَلِّمُهُمْ، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: يَا رَسُولَ اللّهِ، مَا لَقِيتُ مِنْ هؤُلَاءِ جَلَسْتُ مَعَهُمْ، فَأَخَذُوا يَنْتَسِبُونَ وَيَرْفَعُونَ فِي أَنْسَابِهِمْ حَتّى إِذَا بَلَغُوا إِلَيَّ، قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَنْ أَنْتَ، وَمَا أَصْلُكَ، وَمَا حَسَبُكَ؟
فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : فَمَا قُلْتَ لَهُ يَا سَلْمَانُ؟

1.النهاية ، ج ۱ ، ص ۵۶ (أفك) .

2.التوبة (۹) : ۷۰ .

3.تفسير البيضاوي ، ج ۳ ، ص ۱۵۷ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153428
صفحه از 624
پرینت  ارسال به