601
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

وقيل : الشعوب بالمدينة والبلد، مثل مكّيّ ومدنيّ . والقبائل باعتبار الآباء، كالهاشمي مثلاً . ۱«لِتَعَارَفُوا» أي ليعرف بعضكم بعضا ؛ فإنّ بني آدم مع كثرتهم لو كانوا نوعا واحدا، ولم يختلفوا بأصناف القبائل ، والسودان والبيضان ، والعرب والعجم ، لم يحصل كمال التعارف والتمييز بينهم ، فهذا الاختلاف لتحقّق التعارف والتميّز، لا للتفاخر بالآباء والقبائل .
«إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقَاكُمْ»۲ ؛ فإنّ التقوى بها تكمل النفوس، ويتفاضل الأشخاص، فمن أراد شرفا وفضلاً فليلتمس منها .
وقيل : المراد بالأتقى هنا من يكون دينه ومروّته وعقله على حدّ الكمال . ۳

متن الحديث الرابع والمائتين

۰.عَلِيٌّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ:«لَمَّا وَلِيَ عَلِيٌّ عليه السلام ، صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللّهَ، وَأَثْنى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي وَاللّهِ لَا أَرْزَؤُكُمْ مِنْ فَيْئِكُمْ دِرْهَما، مَا قَامَ لِي عِذْقٌ بِيَثْرِبَ، فَلْيَصْدُقْكُمْ أَنْفُسُكُمْ، أَ فَتَرَوْنِي مَانِعا نَفْسِي وَمُعْطِيَكُمْ».
قَالَ: «فَقَامَ إِلَيْهِ عَقِيلٌ، فَقَالَ لَهُ: وَاللّهِ لَتَجْعَلَنِّي وَأَسْوَدَ بِالْمَدِينَةِ سَوَاءً؟ فَقَالَ: اجْلِسْ، أَ مَا كَانَ هَاهُنَا أَحَدٌ يَتَكَلَّمُ غَيْرُكَ، وَمَا فَضْلُكَ عَلَيْهِ إِلَا بِسَابِقَةٍ أَوْ بِتَقْوى».

شرح

السند حسن .
قوله : (لا أرزؤكم) إلى قوله : (بيثرب) .
في القاموس : «رَزَأهُ ماله ـ كجعله وعلمه ـ رَزْءً بالضمّ: أصاب منه شيئا . ورزأه رزءً ورَزئةً: أصاب منه خيرا. والشيء: نقصه». ۴

1.اُنظر : شرح المازندراني ، ج ۱۲ ، ص ۲۲۶ .

2.الحجرات (۴۹) : ۱۳ .

3.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۲۲۶ .

4.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۶ (رزأ) .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
600

الأخلاق وجميل العادات . يُقال : مَرُءَ الإنسان، فهو مَرِيءٌ، مثل قرب، فهو قريب؛ أي ذو مُروءة» . ۱
وقال الجوهري : «المروءة: الإنسانيّة، ولك أن تشدّد» . ۲
وفي القاموس : «الخلق، بالضمّ وبضمّتين: السجيّة، والطبع، والمروّة، والدِّين» . ۳
(وأصله عقله) .
الأصل معروف، ويُطلق على جودة الرأي، وعلى الثبوت والرسوخ، وعلى الحسب .
ولعلّ الحمل هنا من قبيل حمل السبب على المسبّب؛ لكمال مدخليّته في السببيّة ، وقد أشار عليه السلام إلى أنّ هذه الثلاثة منشأ مزيّة الإنسان، لا شرف الآباء والنسب، واستشهد بقوله تعالى : «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثى» من آدم وحوّاء ؛ أي جميعكم بنو أب واحد، واُمّ واحدة .
أو المراد بهما الأب والاُمّ لكلّ واحد؛ أي خلقنا كلّ واحدٍ منكم من أب واُمّ، فالكلّ سواء في ذلك، فلا وجه للتفاخر بالنسب .
«وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبا وَقَبَائِلَ» .
قيل : الشعب، بالفتح: الجمع العظيم المنسوبون إلى أصل واحد. والجمع: شُعوب، من شعبت القوم ـ كمنعت ـ شَعْبا، إذا جمعهم، وفرّقهم، ضدّ، وهو يجمع القبائل، والقبيلة تجمع العمائر ، والعمارة معا ـ بالفتح والكسر ـ تجمع البطون، والبطن يجمع الأفخاذ، والفَخْذ يجمع الفضائل ، فأنساب العرب لها ستّ مراتب، فالشعب هو النسب الأوّل ـ كخزيمة وعدنان ـ وهو بمنزلة الجنس يندرج فيه سائر المراتب . ۴
والقبيلة ما انقسم فيه أنساب الشعب، مثل كنانة . والعمارة ما انقسم فيه أنساب القبيلة، كقريش . والبطن ما انقسم فيه أنساب العمارة، كقُصيّ . والفخذ ما انقسم فيه أنساب بطن، كهاشم . والفصيلة ما انقسم فيه أنساب الفخذ، كعبّاس .
وقيل : الشعوب: عَرَب اليمن بن قحطان، والقبائل ربيعة ومُضرّ وسائر عدنان .
وقيل : الشعوب بطون العجم، والقبائل بطون العرب .

1.المصباح المنير، ص ۵۶۹ (مرء).

2.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۷۲ (مرأ) .

3.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۲۲۹ (خلق) .

4.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۶ ، ص ۷۲ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153237
صفحه از 624
پرینت  ارسال به