وأجازه مالك في النهاية كلّه معلّلاً بأنّه إن كان من المعدة فلا يذهبه السواك ، فإنّما جعل الكلام في الثناء على الخلوف استعارة وتنبيها على فضل الصوم لا على نفس الخلوف ، فذهابه وبقاؤه سواء . ۱
قوله في خبر الحسن بن صدقة :(قيلوا ؛ فإنّ اللّه يطعم الصائم ويسقيه في منامه) . [ح 14 / 6265] قال طاب ثراه : «هو كناية عن القوّة التي يخلقها اللّه فيه ، ويحتمل أنّه يخلق من الشبع والريّ ما يكفيه ، ۲ ويحتمل أنّه يطعمه حقيقةً من طعام الجنّة كرامةً له» .
باب فضل شهر رمضان
قيل : السبب في تسمية رمضان أنّه وافق زمان الحرّ مشتقّ من الرمضاء ، وهي الحجارة الحارّة ، ۳ ففي النهاية : «لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سمّوها بالأزمنة التي وقعت فيها ، فوافق هذا الشهر أيّام شدّة الحرّ ورمضه» . ۴
وفي الكشّاف :
الرمضان مصدر رمض ، إذا احترق من الرمضاء ، سمّي بذلك لارتماضهم فيه من حرّ الجوع ، كما سمّوه ناتقا لأنّه كان ينتقهم ، أي يزعجهم بشدّته عليهم ، أو لأنّ الذنوب ترمض فيه ، أي تحترق . ۵
وهذا هو المطابق لما رواه في المنتهى عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه : «إنّما سمّي رمضان لأنّه يحرق الذنوب» . ۶
1.حاشية الدسوقي ، ج ۱ ، ص ۵۳۴ .
2.اُنظر : فتح الباري ، ج ۴ ، ص ۱۸۱ ؛ تنوير الحوالك ، ص ۲۸۶ ؛ عمدة القاري ، ج ۱۱ ، ص ۷۲ .
3.مجمع البحرين ، ج ۲ ، ص ۲۲۴ ؛ ترتيب كتاب العين ، ج ۱ ، ص ۷۱۳ (رمض) .
4.النهاية ، ج ۲ ، ص ۲۶۴ (رمض) .
5.الكشّاف ، ج ۱ ، ص ۳۳۶ .
6.منتهى المطلب ، ج ۲ ، ص ۵۵۶ . ورواه عبد اللّه بن قدامة في المغني ، ج ۳ ، ص۳ ؛ وعبدالرحمن بن قدامة في الشرح الكبير ، ج ۳ ، ص ۳ .