13
شرح فروع الکافي ج4

وأجازه مالك في النهاية كلّه معلّلاً بأنّه إن كان من المعدة فلا يذهبه السواك ، فإنّما جعل الكلام في الثناء على الخلوف استعارة وتنبيها على فضل الصوم لا على نفس الخلوف ، فذهابه وبقاؤه سواء . ۱
قوله في خبر الحسن بن صدقة :(قيلوا ؛ فإنّ اللّه يطعم الصائم ويسقيه في منامه) . [ح 14 / 6265] قال طاب ثراه : «هو كناية عن القوّة التي يخلقها اللّه فيه ، ويحتمل أنّه يخلق من الشبع والريّ ما يكفيه ، ۲ ويحتمل أنّه يطعمه حقيقةً من طعام الجنّة كرامةً له» .

باب فضل شهر رمضان

قيل : السبب في تسمية رمضان أنّه وافق زمان الحرّ مشتقّ من الرمضاء ، وهي الحجارة الحارّة ، ۳ ففي النهاية : «لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سمّوها بالأزمنة التي وقعت فيها ، فوافق هذا الشهر أيّام شدّة الحرّ ورمضه» . ۴
وفي الكشّاف :
الرمضان مصدر رمض ، إذا احترق من الرمضاء ، سمّي بذلك لارتماضهم فيه من حرّ الجوع ، كما سمّوه ناتقا لأنّه كان ينتقهم ، أي يزعجهم بشدّته عليهم ، أو لأنّ الذنوب ترمض فيه ، أي تحترق . ۵
وهذا هو المطابق لما رواه في المنتهى عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه : «إنّما سمّي رمضان لأنّه يحرق الذنوب» . ۶

1.حاشية الدسوقي ، ج ۱ ، ص ۵۳۴ .

2.اُنظر : فتح الباري ، ج ۴ ، ص ۱۸۱ ؛ تنوير الحوالك ، ص ۲۸۶ ؛ عمدة القاري ، ج ۱۱ ، ص ۷۲ .

3.مجمع البحرين ، ج ۲ ، ص ۲۲۴ ؛ ترتيب كتاب العين ، ج ۱ ، ص ۷۱۳ (رمض) .

4.النهاية ، ج ۲ ، ص ۲۶۴ (رمض) .

5.الكشّاف ، ج ۱ ، ص ۳۳۶ .

6.منتهى المطلب ، ج ۲ ، ص ۵۵۶ . ورواه عبد اللّه بن قدامة في المغني ، ج ۳ ، ص۳ ؛ وعبدالرحمن بن قدامة في الشرح الكبير ، ج ۳ ، ص ۳ .


شرح فروع الکافي ج4
12

وأجر الصوم موكول إلى سعة جوده ، «إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ»۱ . وقيل : وجه الإضافة أنّه لم يعبد أحد غير اللّه بالصوم ، بخلاف غيره من الصلاة والسجود والصدقة وأمثالها . وقوله : «وأنا أجزي عليه» بيان لكثرة الثواب وعظمته . ۲
قوله في مرسل ابن أبي عمير : (لخلوف فم الصائم عندي أطيب من ريح المسك) . [ح 13 / 6264] نقل طاب ثراه عن عياض أنّه قال : الخلفة والخلوف بضمّ الخاء فيهما ، وكثير من الشيوخ يرويهما بالفتح ، وخطّأه الخطابي ، ۳ والخلوف : هو تغيّر رائحة الفم ؛ لما يحدث من خلوّ المعدة بترك الأكل ، ۴ وقيل : هو تغيّر أصل طعم الفمّ وريحه بتأخير الطعام ، ۵ يُقال : خلف فوه خلوفا بالفتح في الماضي وبالضمّ في المستقبل ، إذا تغيّر . ۶
وعن البغوي أنّه قال : استطابة الريح من صفة الحيوان الذي له طبع يميل به إلى الشيء فيستطيبه أو ينفر به عن آخر فيستقذره ، فنسبة الاستطابة إليه تعالى مجاز واستعارة .
وقيل : معناه ينال صاحبها من الثواب ما هو أفضل من ريح المسك عندنا .
وقيل : المعنى هي أطيب عندي من ريح المسك وإن كانت عندنا بضدّ ذلك .
وقيل : المعنى أنّ اللّه يُثيب عليها ما لا يثيب على رائحة المسك إذا تطيّب به للصلاة يوم الجمعة .
واحتجّ الشافعي بالثناء على الخلوف على منع السواك بعد نصف النهار ؛ لأنّ السواك حينئذٍ يذهبه .

1.الزمر (۳۹) : ۱۰ .

2.حكاه عنه النووي في شرح صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۲۹ . وجميع الأقوال الذي بعده منقول عن الخطّابي موجود فيه غير القول الأخير ، وهو موجود في عمدة القاري ، ج ۱۰ ، ص ۲۶۰ .

3.حكاه النووي في شرح صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۲۹ ؛ والزرقاني في شرحه ، ج ۲ ، ص ۲۶۳ ۲۶۴ .

4.حاشية الدسوقي ، ج ۱ ، ص ۵۳۴ ؛ الثمر الداني ، ص ۲۹۸ .

5.حكاه الزرقاني في شرحه ، ج ۲ ، ص ۳۶۴ ونسبه إلى البرقي .

6.شرح صحيح مسلم للنووي ، ج ۸ ، ص ۳۰ ؛ عمدة القاري ، ج ۱۰ ، ص ۲۵۸ ؛ الفائق للزمخشري ، ج ۱۰ ، ص ۳۳۵ ، الخاء مع اللام .

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 137863
صفحه از 662
پرینت  ارسال به