مختارات من نوادر « روضة الكافي » للكليني - صفحه 319

« أَخائِبُ خَلقِ اللّه »

من خطبةٍ لأمير المؤمنين عليه السلام في ذمّ أهل زمانٍ سيأتي ، قوله :
مساجدهم في ذلك الزمان عامرة من الضلالة خربة من الهدى ، فقرّاؤها وعمّارها من أخائب خلق اللّه وخليقته ، من عندهم جرت الضلالة وإليهم تعود . . .۱.
خيب : أصل يدلّ عدم الفائدة والحرمان ، خاب يخيب خيبةً ؛ إذا حرم فلم يفد خيرا ۲
، وخيّبه اللّه : حرمه ، والخيبة : الخسران والحرمان ، وخاب سعيه : لم ينل مطلبه ، وفي حديث علي عليه السلام : من فاز بكم ، فقد فاز بالقدح الأخيب »۳ ، أي بالسهم الخائب .
وأخيب وخائب ، وجمعها أخائب ، مثل أسود أساود وأسفل أسافل ، على وزن أفاعل ، ومنه ما ورد في القرآن الكريم من هذا الوزن : « أراذلنا » من قوله تعالى : « هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِىَ الرَّأْىِ »۴ ، و« أكابر » من قوله تعالى : « جَعَلْنَا فِى كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَـبِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا »۵ ، و« أصابع » من قوله تعالى : « يَجْعَلُونَ أَصَـبِعَهُمْ فِى ءَاذَانِهِم »۶ ، وأنامل من قوله تعالى : « عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ »۷ . . . إلخ . وخُيّب : فُعّل .
وقد جانس في النصّ بين المساجد الخربة وأهلها الأخائب ؛ إذ المساجد خربة من الهدى على الرغم من ظاهر عمارتها ، والأنكى من ذلك كون القائمين عليها من القرّاء والعمّار ، لكنّهم من الخُيّب ؛ لأنّهم يضلّون ولا يهدون ، وضلالهم يعود عليهم .
وجملة « قرّاؤها من أخائب خلق اللّه » ، مبتدأ خبره شبه الجملة من الجار والمجرور « من أخائب خلق اللّه » .

1.الكافي : ج ۸ ص ۷۸۴ .

2.انظر : مقاييس اللغة : ج ۲ ص ۲۳۳ .

3.تاج العروس : ج ۲ ص ۳۸۸ .

4.هود : ۲۷ .

5.الأنعام : ۱۲۳ .

6.البقرة : ۱۹ .

7.آل عمران : ۱۱۹ .

صفحه از 338