مختارات من نوادر « روضة الكافي » للكليني - صفحه 321

« زَبَرتُموهُم وَنَهيتُموهُم »

قال أبو عبد اللّه عليه السلام :
يبلغكم عن الرجل ما يشينكم ويشينني فتجالسونهم وتحدّثونهم ، فيمرّ بكم المارّ فيقول : هؤلاء شرٌّ من هذا ، فلول أنّكم إذا بلغكم عنه ما تكرهون زَبرتموهم ونهيتموهم ، كان أبرّ بكم وبي۱.
زَبَر والجمع زُبر ، قال تعالى : «ءَاتُونِى زُبَرَ الْحَدِيدِ»۲ ، وقوله : «فَتَقَطَّعُواْ أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا»۳ ، أي قِطعا . والزبر والتزبير في متداول الكلام وعامية : تحريف عن التأبير الذي هو إصلاح الزرع والنخل ، كتشذيب النادّ وقطع الأجزاء الزائدة غير المرغوب ببقائها ۴ .
الزبر : الزجر والمنع والنهي ، وزبره عن الأمر زبرا : نهاه ومنعه ونهره ، وماله زبر ؛ أي ماله مانع يمنعه من نفسه أو غيره ، وهو مجاز ؛ لأنّ من زبرته عن الغيّ فقد أحكمته ، كزبر البئر بالطي ۵ .
وما له زَبرٌ : إذا لم تكن له عزيمة تمنعه ، وهو مصدر . وزبر الكتاب ـ فيما يبدو ـ : ضبط كتابته ومنع حصول الغلط فيه ، وفي الزبر معنى الكتابة والانتهار والمنع ، والزبور كتاب داوود عليه السلام .
وفي الحديث : إذا رددت على السائل ثلاثا فلا عليك أن تزبره » ؛ أي تنتهره وتغلظ له في القول والردّ ۶ .
وجملة « لو » في نصّ الإمام عليه السلام شرطية عقدت سببية ومسببّية بين « بلغكم ما تكرهون» ، و« زبرتموهم ونهيتموهم » ، وقد اُتبعت «لو» بأداة شرطية ثانية ، هي «إذا» ، «لو أنّكم إذا بلغكم عنه ما تكرهون ، زبرتموهم ونهيتموهم» ، وجواب الشرط « زبرتموهم » ، عطف عليه « نهيتموهم » .

1.الكافي : ج ۸ ص ۶۷۶ .

2.الكهف : ۹۶ .

3.المؤمنون : ۵۳ .

4.انظر : تاج العروس : ج ۱۰ ص ۷۰۵ .

5.التهذيب : ج ۱۳ ص ۱۹۶ ؛ تاج العروس : ج ۱۱ ص ۳۹۹ .

6.تاج العروس : ج ۱۱ ص ۳۹۹ .

صفحه از 338