مع الكليني، و كتابه « الكافي » - الصفحه 193

فالكافي إذَنْ مرآة صافية صادقة تعكس ما كان عليه العصر من آراء فكرية وميول مذهبية واتّجاهات عقلية. وما كان ذلك ليتمّ لولا ما كان عليه المؤلّف من سعة اطّلاع، كما سنبيّنه في ترجمته.

اسمه وكنيته:

هو محمّد بن يعقوب بن إسحاق أبو جعفر، بلا خلاف بين سائر مترجميه.
وقد ذكره ابن الأثير الجزري (ت / 630هـ ) في كتابه الكامل في حوادث سنة / 328هـ فقال: «محمّد بن يعقوب، وقُتل محمّد بن علي أبو جعفر الكليني، وهو من أئمة الإماميّة وعلمائهم» ۱ . ولم يوافقه على هذا الاسم أحد، كما أنّ الكليني لم يقتل وأظن أن ابن الأثير قال: «وقيل» فَحُرِّف قوله إلى: «وقتل» ولكن تبقى إضافته اسم (علي) في سلسلة آباء الكليني بلا أدنى دليل.
هذا، ومن الملفت للنظر هو أن اصحاب الكتب الأربعة المشهورة عند الشيعة الإمامية كلّهم بهذا الاسم والكنية ۲ . وقد اتّفق أن يكون أصحاب الكتب الحديثية المتأخرة عند الشيعة من المتسمّين بهذا الاسم أيضاً ۳ .

وأمّا لقبه:

عُرف الشيخ محمّد بن يعقوب بعدّة ألقاب منها ما يدلّ عليه من حيث المكان، ومنها ما يدلّ عليه من حيث المنزلة العلميّة والصدق والوثاقة والجلالة.

1.الكامل ۸ : ۳۶۴.

2.وهم محمّد بن يعقوب الكليني صاحب الكافي، والصدوق مؤلف من لا يحضره الفقيه، والشيخ الطوسي صاحب التهذيب، والاستبصار.

3.وهم: محمد باقر المجلسي صاحب البحار (ت/ ۱۱۱۰هـ )، ومحمد بن مرتضى الملقّب بالفيض صاحب الوافي (ت۱۰۹۱هـ )، ومحمد بن الحسن الحرّ العاملي صاحب الوسائل (ت/۱۱۰۴هـ ).

الصفحه من 264