القِبلَة - الصفحه 10

يهدم الكعبة ويعيد بناءها ، فأتى لها بالجصّ النّقيّ مِن اليمن ، وبناها به ، وأدخل الحِجر في البيت ، وألصق الباب بالأرض ، وجعل قبالته باباً آخر ليدخل الناس من باب ويخرجوا من آخر ، وجعل ارتفاع البيت سبعة وعشرين ذراعاً . ولمّا فرغ من بنائها ضمخها بالمسك والعبير داخلاً وخارجاً ، وكساها بالديباج ، وكان فراغه من بنائها 17 رجب سنة 64 هجرية .
ثمّ لمّا تولّى عبد الملك بن مروان الخلافة بعث الحجّاجَ بن يوسف قائده فحارب ابنَ الزبير حتّى‏ غلبه فقتله ، ودخل البيت فأخبر عبد الملك بما أحدثه ابن الزبير في الكعبة ، فأمره بإرجاعِها إلى‏ شكلها الأوّل ، فهدم الحجّاج من جانبها الشماليّ ستة أذرع وشبراً ، وبنى‏ ذلك الجدارَ على‏ أساس قريش ، ورفع البابَ الشرقيّ وسدّ الغربيّ ثمّ كبس أرضها بالحجارة التي فضلت منها .
ولمّا تولّى السلطان سليمان العثمانيّ المُلكَ سنة ستّين وتسعمائة غيّر سقفها .
ولمّا تولّى السلطان أحمد العثمانيّ سنة إحدى‏ وعشرين بعد الألف أحدث فيها ترميماً ، ولمّا حدث السيل العظيم سنة تسع وثلاثين بعد الألف هدم بعض حوائطها الشماليّة والشرقيّة والغربيّة ، فأمر السلطان مراد الرابع من ملوك آل عثمان بترميمها. ولم يَزَل على‏ ذلك حتَّى اليوم ، وهو سنة ألف وثلاثمائة وخمس وسبعين هجريّة قمريّة وسنة ألف وثلاثمائة وثمانية وثلاثين هجريّة شمسيّة .

شكل الكعبة :

شكل الكعبة مربّع تقريباً ، وهي مبنيّة بالحجارة الزرقاء الصُّلبة ، ويبلغ ارتفاعها ستة عشر متراً ، وقد كانت في زمن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله أخفضَ منه بكثير على‏ ما يستفاد من حديث رفع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله عليّاً عليه السلام على‏ عاتقه يوم الفتح لأخذ الأصنام التي كانت علَى الكعبة وكسرها.

الصفحه من 14