أمّ المؤمنين الطاهرة خديجة بنت خُويلد - الصفحه 77

الناس كافّةً ، بين يدي الساعة ، ونشهد أنّ اللَّهَ يُحيي ويُميتُ ويرفعُ ويضعُ ، ويُغني ويفقرُ ، ويفعلُ ما يشاء ، ويبعثُ مَنْ في القُبُور .
قالا : شهدنا .
وإسباغ الوضوء ، وغسل الجنابة في الحرّ والبرد ، وإقام الصلاة ، وأخذ الزكاة من حلّها ووضعها في أهلها ، وحجّ البيت ، وصوم شهر رمضان ، والجهاد في سبيل اللَّه ، وبرّ الوالدين ، وصلة الرحم ، والعدل في الرعيّة ، والقسم بالسوية ، والوقوف عند الشُبهة إلاّ الإمام فإنّه لا شبهة له ، وطاعة وليّ الأمر بعدي ، ومعرفته في حياتي وبعد موتي ، والأئمّة من بعده واحداً فواحداً ، وموالاة أولياء اللَّه ، ومعاداة أعداء اللَّه ، والبراءة من الشيطان الرجيم وحزبه وأشياعه ، والبراءة من الأحزاب تيمٍ وعديّ واُميّة وأشياعهم وأتباعهم ، والحياة على ديني وسُنّتي ودين وصيّي وسنّته ، إلى يوم القيامة ، والموت على مثل ذلك ، غير شاقّة لأمانته ولا متعدّية ولا متأخِّرة عنه ، وترك شرب الخمر ، وملاحاة النساء .
يا خديجة! فهمتِ ما شَرَطَ عليك ربُّك ؟
قالت : نَعَمْ ، وآمنتُ وصلّيتُ ورضيتُ وسلّمتُ .
قال عليّ عليه السلام : وأنا على ذلك .
فقال : يا عليّ ، تُبايع على ما شرطتُ عليك ؟ قال : نعم .
قال : فبسطَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله كفَّه فوضعَ كفَّ عليٍّ في كفّه ، فقال : بايعني على ما شرطتُ عليك ، وأن تمنعني ممّا تمنعُ منه نفسك .
فبكى عليّ عليه السلام وقال : بأبي واُمّي ، لا حول ولا قوّة إلّا باللَّه .
فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله : اهتديتَ وربّ الكعبة ، ورشدتَ ووفّقتَ وأرشدك اللَّه .
يا خديجة ، ضعي يدكِ فوقَ يد عليّ عليه السلام فبايعي له ، على أنّه لا جهاد عليك .
فبايعتْ على مثل ما بايع عليّ عليه السلام .
ثمّ قال : يا خديجة ، هذا عليٌّ مولاك ومولى المؤمنين وإمامهم بعدي .

الصفحه من 116