الموقف الحقّ من عمر بن عبد العزيز الأمويّ - الصفحه 119

مِنّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَ ما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النّارِ» (البقرة:2/165 ـ 167) .
ثمّ قال أبوجعفر عليه السلام : «هم ـ واللّه ـ يا جابر أئمّة الظلم وأشياعهم» 1 .
ولا ريب أنّ عمر بن عبدالعزيز كان يرى الإمامةَ والخلافةَ بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله لنفسه ، دون إمام زمانه الذي جعله اللّه للناس إماماً .
وقد ورث ذلك من آبائه الغاصبين ، إذ لم تكن إمامتهم بنصٍّ من اللّه ورسوله ، ولا بإجماع المسلمين .
ومَن ارتكب ذلك فقد أتى عظيماً من الأمر ، فالوعيد ، الوارد في هذه الأحاديث يشمله بلا ريبٍ .
فكيف يكون من الناجين؟ أو يُسكت عنه ويُتوقّف فيه؟ وأمره أبين من الشمس في وَضَح النهار؟!!
(الثاني): الأحاديث الواردة في ذمّ بني اُميّة وبني مروان ، فيدخل في عمومها عمر بن عبدالعزيز .
منها قوله صلى الله عليه و آله : «ويلٌ لبني اُميّة» ثلاث مرّات ، أخرجه ابن مندة ، وأبونعيم ، عن حمران بن جابر الحنفيّ .
ومنها قوله صلى الله عليه و آله : «رأيت ولد الحكم بن أبي العاص على المنابر ، كأنّهم القردة فأنزل اللّه : «وَ ما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلاّ فِتْنَةً لِلنّاسِ وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ» »(الإسراء:17/60) أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عمر .
ومنها ما أخرجه ابن مردويه عن عائشة أنّها قالت لمروان بن الحكم: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول لأبيك وجدّك: «إنّكم الشجرة الملعونة في القرآن» .
ومنها ما أخرجه ابن عساكر عن عبداللّه بن الزبير قال ـ وهو على المنبر ـ:

1.الكافي: ۱/۳۷۴ ح۱۱ .

الصفحه من 120