دور أهل البيت (ع) في تصحيح الفكر و العقيدة - الصفحه 12

أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ 1 ثمّ بقوا بعده، فتقرّبوا إلى أئمة الضلالة والدعاة إلى النار بالزور والكذب والبهتان، فولّوهم الأعمال، وحملوهم على رقاب الناس، وأكلوا بهم الدنيا، وإنّما الناس مع الملوك والدنيا إلاّ من عصم اللَّه، فهذا أحد الأربعة.
ورجل سمع من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله شيئاً لم يحمله على وجهه ووهم فيه، ولم يتعمّد كذباً، فهو في يده، يقول به ويعمل به ويرويه فيقول: أنا سمعته من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله؛ فلو علم المسلمون أنّه وهم لم يقبلوه، ولو علم هو أنّه وهم لرفضه.
ورجل ثالث سمع من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله شيئاً أمر به ثمّ نهى عنه وهو لا يعلم، أو سمعه ينهى عن شي ثمّ أمر به وهو لا يعلم، فحفظ منسوخه ولم يحفظ الناسخ، ولو علم أنه منسوخ لرفضه، ولم علم المسلمون إذ سمعوه منه أنّه منسوخ لرفضوه.
وآخر رابع لم يكذب على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، مبغض للكذب خوفاً من اللَّه و تعظيماً لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله، ولم ينسه، بل حفظ ما سمع على وجهه، فجاء به كما سمع لم يزد فيه ولم ينقص منه، وعلم الناسخ من المنسوخ، فعمل بالناسخ ورفض المنسوخ. فإنّ أمر النبي صلى الله عليه وآله مثل القرآن؛ ناسخ ومنسوخ، وخاصّ وعامّ، ومحكم ومتشابه، قد كان يكون من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله الكلام له وجهان: كلام عامّ، وكلام خاصّ، مثل القرآن، وقال اللَّه عزّوجلّ في كتابه: (مَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) 2 فيشتبه على من لم يعرف ولم يدر ما عنى اللَّه به ورسوله صلى الله عليه وآله... 3
وعن محمدبن مسلم، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: قلت له: ما بال أقوام يروون عن فلان عن فلان عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله لا يتّهمون بالكذب، فيجي ء منكم خلافه؟

1.المنافقون:۶۳/۴

2.الحشر:۵۹/۷

3.الكافي ۱:۶۲/۱

الصفحه من 107