شرح نهج البلاغه (ما سلم من شرح الوبري لنهج البلاغة) - الصفحه 45

قال الإِمام الوبريّ: يعني فوّض الأَعمال إِلى بعض قرابته صلةً للرَّحم ، وإِنَّ بعض أَقاربه ما رعى ۱ حقّ هذا العمل ولم يُنصِف. ۲
قوله: طَاعَتِي سَبَقَت بَيْعَتِي.
وقال الإِمام الجليل الوبريّ: أَي طاعتي للخُلفاء الذين كانوا قبلي سبقت بيعتي. ۳
قوله: لا بُدَّ مِنْ أَمِيرٍ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ.
قال الإِمام الجليل الوبريّ: الأَمير لا يحسن نصبه حتّى يكون بَرّاً ، وأَمّا الفاجرُ فلا يحسن ، فأَمّا انتصابُه بنفسه وتَوَلِّيه الاُمور واستيلاؤه فَكلُّه محظور ، ولكن النّاس في ولايته قد يَكُفُّون عن المَظالم وتَعادِي بعضهم لبعضٍ ، واستيلاءِ بعضهم على بعض ، ففي ذلك سدٌّ لأَبوابِ الفسادِ عن الرَّعيَّة ؛ وهذا كقول النَّبيّ عليه السلام : «إِنَّ اللّه تعالى يؤيّد هذا الدّين بقوم لا خلاق لهم في الآخرة»۴.۵
قوله: فَلَمْ أَرَ لِي إِلاَّ القِتَالَ أَوِ الكُفْرَ.
قال الإِمام الجليل الوبريّ: يجوز أَن يكون المراد بذلك أَنَّ النَّبيّ صلى الله عليه و آله أَمرني بقتال هؤلاء ، واضطررت الآن إِلى ذلك ، فإِن قاتلت فهو الواجب ، وإِن لم اُقاتل أَكون كالرّادّ على رسول اللّه مع التَّمكين. ۶
قوله: فَهُوَ الَّذِي تَشْهَدُ لَهُ أَعْلاَمُ الْوُجُودِ عَلَى إِقْرَارِ قَلْبِ ذِي الجُحُودِ.
قال الإِمام الوبريّ: دَلَّت ۷ الأَدلَّة على أَنَّ اللّه تعالى موجود ، وتقرَّر في عقلِ كلِّ عاقِلٍ أَنَّه لا بُدَّ للصُّنعِ من صانع ، فهذا القدرُ من العلمِ عند كلِّ عاقل أَنَّ هذا العالَم لا بُدَّ له

1.في «د»: دعى ، والتَّصويب من «خ».

2.معارج ، ص ۳۰۴.

3.معارج ، ص ۳۱۸.

4.مسند أحمد ، ج ۵، ص ۴۵ ؛ مجمع الزَّوائد ، ج ۵، ص ۳۰۲ .

5.معارج ، ص ۳۲۱.

6.معارج ، ص ۳۲۴.

7.في «خ» و «د»: يحتمل أن الأدلّة تدلّ ، والتَّصويب من «ح» (ج ۱، ص ۳۰۲) .

الصفحه من 80