التحفة العلويّة - الصفحه 207

الموجودات ممّا سوى الحقّ ـ تعالى شأنه العليّ ـ جهة اتّحاد واشتراك ، وجنبيه خلاف واختلاف ؛ فاتّحادها واشتراكها في الكلّيّات التوصيفيّة والنوعيّة ، والجنسيّة والجنسيّات ، كذلك إلى أن ينتهي تلك الأفراد والأصناف والأنواع والأجناس إلى جنس الأجناس ، مثلاً أشركَت الأفراد الفرسيّة في الصورة الجنسيّة الحيوانيّة ، ثمّ الأفراد الحيوانيّة في الصورة الجنسيّة النامية ، ثمّ الأفراد النامية في الصورة الجنسيّة المطلقة على اصطلاح أهل المنطق والميزان ؛ فأفراد كلّ جنس بينها اشراك واتّحاد في جنسه القريب ؛ وأمّا اختلافها فمن فصلها القريب ، ومن البيّن أنّ الأشخاص والأصناف والأنواع والأجناس وكذلك الفصول والأعراض والخواصّ ـ التي قامت بها الموجودات الجزئيّة ، وتحقّقت بها مادّة وصورة ـ تنتهي كلّاً [و] جزءاً إلى جنس الأجناس ، الذي ليس فوقه مساس ۱ ولا إحساس ؛ إذ ليس وراء عبّادان قرية ، ۲ أو الأشخاص ينتهي بالأصناف ، والأصناف بالأنواع ، والأنواع بالأجناس ، والأجناس بجنس الأجناس ، وكذلك الفصول بالاُصول ، والاُصول بالكلّيّات ، والكلّيّات أي الأجناس المنتهية بجنس الأجناس ، وكذلك البواقي ممّا ذكرت وممّا لم يذكر .
وجنس الأجناس هذا عار [عن] جميع تلك القيود التي قلنا من الشخصيّة والصنفيّة ، والنوعيّة والجنسيّة ؛ وإلاّ لم يكن لها جزء ، ولا بالنسبة إليها كلّيّاً ؛ فأنت إذا أردت أن تعتبر تلك الحقيقة الكلّيّة الجامعة التي سماها علماء المنطق والميزان بنوع من التصوّر بجنس الأجناس ، ويتصوّرها بحسب إلقاء كلّ قيد وتقيّد ، وإضافة من كمّ وكيف ، وتشاكل وتماثل وتجانس ، وتقارب وتباعد ، واجتماع وافتراق ومعيّة ونوعيّة وإبانة وتجديد وتميز ونفي وإثبات ، وتولّد وتوليد ، وعلّيّة ومعلوليّة ، وإفراد وجمعيّة ، وكلّيّة وجزئيّة ، وأوّليّة وآخريّة ، واستدارة واستبطالة ، ودخول وخروج ، وعموم

1.مساس مصدر لا اسم ، ويقال : لا مساس ، أي لا مماسّة ؛ وفي قوله تعالى : «أن تقول لا مساس» . راجع : لسان العرب ، ج ، ص ۲۱۹ .

2.عبادان ـ بفتح العين أو الضمّ ، وعلى صيغه التثنية ـ بلد على بحر فارس بقرب البصرة شرقاً ، وعن الصنعاني : جزيرة أحاط بها شعبتا دجلة ؛ والعبارة تمثيل في لغة العرب ، يراد منه غاية المسير . راجع : المصباح ، ص ۳۸۹ ؛ مجمع البحرين ، ج ۳ ، ص ۹۶ .

الصفحه من 230