لإنسان كان عاقلاً مكلَّفاً ، وسمّي به لأنّه يمنع صاحبه إذا استعمله عن كثير من المفاسد ، كما أنّ العِقال يمنع الناقة عن السير ، ويُعتقل به العلوم المكتسبة ، والدليل ما يدلّك على مدلولٍ . وجعل العقل دليله لأنّه دالٌّ على ما يجب عليه وعلى صلاحه وفساده ، والعمل عمل المؤمن ووقوعُه بقصده واختياره ، وهو قائد ؛ إن كان خيراً يقوده إلى الجنّة ، وإن كان شرّاً يقوده إلى النار . و«الصبر» ۱ هو حبس النفس على ما تكرهه .
۱۱۴.الغِيرَةُ مِنَ الإِيمَانِ . ۲
۱۱۵.البَذَاذَةُ مِنَ الإِيمَانِ . ۳
جعَلَ الغيرة وهي الحميّة من الإيمان إيذاناً بأنّ مَن لا غيرة له كان إيمانه ناقصاً ؛ مبالغةً في وصف الغيرة بأنّها بعض الإيمان . وجَعَلَ الحياء أيضاً بعض الإيمان ؛ لمناسبته له في أنّه يمنع مِن المعاصي كما يمنع منها الإيمان ، ولأنّ حظّ الحياء من الإيمان حظّ جليل ، ومنزلته منزلة جليلة ؛ فإنّ المرء إذا كان حييّاً امتنع من المنكرات والفواحش حياءً من الناس إن لم يتركها خوفاً من اللّه ، فهو معينٌ للمؤمن على إيمانه .
و«البذاذة» أيضاً بعض الإيمان ، وهي رثاثة الحال ، ورجلٌ بذّ الهيئة إذا كان خَلقَ الثيابِ ، وبَثَّه وبَذَّه إذا فرّقه ، والبذاذة مصدر ۴ ، فالفقير متفرّق الأحوال غير ملتئم
1.في المخطوطة : + «و» ، والظاهر أنّه زائد .
2.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۲۳ ، ح ۱۵۴ ؛ السنن الكبرى ، ج ۱۰ ، ص ۲۲۶ ؛ المصنّف ، ج ۱۰ ، ص ۴۰۹ ، ح ۱۹۵۲۱ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۲۰۷ ، ح ۵۸۲۴ . الفقيه ، ج ۳ ، ص ۴۴۴ ، ح ۴۵۴۱ ؛ الجعفريّات ، ص ۹۵ ؛ دعائم الإسلام ، ج ۲ ، ص ۲۱۷ ، ح ۸۰۴ ؛ النوادر للراوندي ، ص ۱۷۹ .
3.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۲۵ ، ح ۱۵۷ ؛ سنن إبن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۳۷۹ ، ح ۴۱۱۸ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۲۸۱ ، ح ۴۱۶۱ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۹ ؛ مسند الحميدي ، ص ۱۷۳ ، ح ۳۵۷ . بحارالأنوار ، ج ۷۰ ، ص ۲۰۷ ؛ مجمع البحرين ، ج ۱ ، ص ۱۷۰ .
4.اُنظر : العين ، ج ۸ ، ص ۱۷۸ ؛ لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۴۷۷ ؛ مجمع البحرين ، ج ۳ ، ص ۱۷۷ (بذذ). وجاء في لسان العرب (مذى) : «والمِذاء : أن تَجمع بين رجال ونساء وتَتركهم يلاعب بعضهم بعضا» .