و«اليقين» هو رفع الشكّ عن الخاطر ، وما يزيل الشكَّ يكون كلّه إيماناً وتصديقا .
وقيل : «الصبر» هو الثبات على الكتاب والسنّة ، وهذا إشارة إلى العلوم الشرعية ، وهي والعلوم العقلية توأمتان .
۱۱۷.الإِيمَانُ نِصْفَانِ : نِصْفٌ شُكْرٌ ، وَنِصْفٌ صَبْرٌ . ۱
أي خصال الإيمان شكرٌ أو صبرٌ ، أو حلية الإيمان وزينته ولباسُه هذا . قَسَمَ عليه عليه السلام خصال الإيمان من وجهٍ آخر وما يكون الإنسان به مستكمل الإيمان فقال : الإيمان نصفان وهما الشكر والصبر ؛ لأنّ حال المكلَّف لا يخلو من أمرين : إمّا أن يكون في النعمة استعمل الشكر ، وإمّا أن يكون في الشدّة استعمل الصبر ، فإذا أخذ بطرفَي الخصلتين فقد استكمل الإيمان وخصاله الحميدة ، وقد بيّنّا أنّ «الشكر» اعترافٌ بالنعم مع ضربٍ من التعظيم ، و«الصبر» : حبس النفس [على] ما تكرهه .
۱۱۸.الإِيمَانُ يَمانٍ ، وَالحِكْمَةُ يَمَانِيَّةٌ . ۲
يريد بذلك الثناء على أهل اليَمَن ؛ لمبادرتهم إلى الدعوة عند أن وجدوا المعجز ، وإسراعِهم إلى الإيمان عند التنبيه .
وقيل : في معنى الخبر وجوه :
أحدها : أنّ المراد بنسبة الإيمان والحكمة إلى اليَمَن مدحُ أهلها ، والمعنى أنّ كلّ يمنيٍّ مؤمن حكيم على طريق المبالغة حتّى كأنّ الإيمان والحكمة خرجا من اليمن .
والثاني : أنَّه أراد باليمن الحجاز ؛ لأنّ الحجاز من جملة اليمن ، والمراد : الإيمان