2 / 4
الكمَيت ۱
۲۹۱۴.كفاية الأثر عن الكميت بن أبي المستهل :دَخَلتُ عَلى سَيِّدي أبي جَعفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الباقِرِ عليه السلام فَقُلتُ : يَابنَ رَسولِ اللّه ِ ! إنِّي قَد قُلتُ فيكُم أبياتا ، أفَتَأذَنُ لي في إنشادِها ؟ فَقالَ : إنَّها أيَّامُ البيضِ ! قُلتُ : فَهُوَ فيكُم خاصَّةً . قالَ : هاتِ ، فَأَنشَأتُ أقولُ :
أضحَكَنِي الدَّهرُ وأَبكانيوَالدَّهرُ ذو صَرفٍ وَأَلوانِ
لِتِسعَةٍ بِالطَّفِّ قَد غودِرواصاروا جَميعا رَهنَ أكفانِ
فَبَكى عليه السلام وبَكى أبو عَبدِ اللّه ِ عليه السلام ، وسَمِعتُ جارِيَةً تَبكي مِن وَراءِ الخِباءِ ، فَلَمّا بَلَغتُ إلى قَولي :
وسِتَّةٍ لا يُتَجارى۲بِهِمبَنو عَقيلٍ خَيرُ فِتيانِ
ثُمَّ عَلِيُّ الخَيرِ مَولاكُمُذِكرُهُمُ هَيَّجَ أحزاني
فَبَكى ثُمَّ قالَ عليه السلام : ما مِن رَجُلٍ ذَكَرَنا أو ذُكِرنا عِندَهُ فَخَرَجَ مِن عَينَيهِ ماءٌ ولَو قَدرُ مِثلِ جَناحِ البَعوضَةِ ، إلّا بَنَى اللّه ُ لَهُ بَيتا فِي الجَنَّةِ ، وجَعَلَ ذلِكَ حِجابا بَينَهُ وبَينَ النّارِ . فَلَمّا بَلَغتُ إلى قَولي :
مَن كانَ مَسرورا بِما مَسَّكُمأو شامِتا يَوما مِنَ الآنِ
فَقَد ذَلَلتُم بَعدَ عِزٍّ فَماأدفَعُ ضَيما حينَ يَغشاني
أخَذَ بِيَدي وقالَ : اللّهُمَّ اغفِر لِلكُمَيتِ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ . ۳
1.أبو المستهل الكميت بن زيد بن خنيس الأسدي . قال أبو الفرج : شاعر مقدّم عالم بلغات العرب ، خبير بأيّامها ، من شعراء مضر وألسنتها ، وكان في أيّام بني اُميّة ، ولم يدرك الدولة العبّاسيّة ومات قبلها ، وكان معروفا بالتشيّع لبني هاشم مشهورا بذلك . وقال بعضهم : كان في الكميت عشر خصال لم تكن في شاعر : كان خطيب أسد ، فقيه الشيعة ، حافظ القرآن العظيم ، ثبت الجنان ، كاتبا حسن الخطّ ، نسّابة جدلاً ، وهو أوّل من ناظر في التشيّع ، راميا لم يكن في أسد أرمى منه ، فارسا شجاعا ، سخيّا ديّنا . وهو شاعر أهل البيت عليهم السلام ، وقد ورد عنهم عليهم السلام في حقّه مدائح قيّمة ، ولادته سنة (۶۰ ه ) ووفاته سنة (۱۲۶ ه ) (راجع: الغدير : ج ۲ ص ۱۹۵ و ص ۲۱۱) .
2.كذا في المصدر ، وفي مقتل الحسين عليه السلام : «يُتَمارى» ولعلّه الصواب.
3.كفاية الأثر: ص ۲۴۸، المناقب لابن شهرآشوب: ج ۴ ص ۱۱۶، بحار الأنوار: ج ۴۵ ص ۲۴۲؛ مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: ج ۲ ص ۱۵۲ وفيهما الأبيات الأربعة الاُولى فقط .