رسالة في أحوال الفاضل الخوانساري - صفحه 55

بخفّي حنين».
اعلم وقد اختلف في أصله، ففي بعض: أنّ حنينا كان رجلا يدّعي السيادة فجاء إلى عبدالمطّلب وعليه خفّان، فقال: «يا عمّ إنّي من هاشم»، فأمعن النظر فقال: «ما أرى فيك شمائل هاشم، فارجع!» فرجع حنين بخفّيه. ۱
وعن بعض آخر: أنّه كان رجلا مغنّيا، فدعاه قوم من أهل الكوفة فخرجوا به إلى الصحراء فضربوه وسلبوا ثيابه وتركوا عليه خفّيه لاغير، ولمّا رجع إلى زوجته وكانت منتظرة لرجوعه على عادته بما يفضل عن أطعمة أهل النزهة ـ وبراءة على تلك الآن ـ فقالت لكلّ من سألها عنه: رجع حنين بخفّيه. ۲
وعن ثالث: هو اسم إسكاف من أهل الحيرة، ساومه أعرابي بخفّين ولم يشترهما، فذهب الأعرابي ثمّ ذهب حنين وألقى خفّا في طريقه، ثمّ ألقى خفّا آخر وغاب في موضع، فسار الأعرابي فصادف خفّا فقال ما أشبه هذا بخفّ حنين ولو كان معه الآخر لأخذته، فسار الأعرابي فصادف خفّا آخر [فعقل بعيره ورجع إلى الأوّل]، فجاء حنين وأخذ الإبل وذهب، فجاء الأعرابي ورأى أنّ الإبل [ذهب]، فذهب إلى قومه بالخفيّن، فسألوه عن حاله فقال: جئت بخفّي حنين. ۳
وقد ذكر: أنّ حنين لصا مغيرا فاخذ وصلب، فجاءته أمّه وعليه خفّان فانتزعهما ورجعت، فقيل: رجعت بخفّي حنين أى رضيت منه بذلك. ۴

1.مجمع الأمثال ، الميدانى، ج۲، ص۴۱، رقم ۱۵۶۸؛ لسان العرب، ج۱۳، ص۱۳۳؛ الصحاح، ج۴، ۲۱۰۵ (حنن).

2.لم يرد في الجوامع اللغوية وكتب الأمثال.

3.الأمثال، أبوعبيد، ص۲۴۵، رقم۷۷۹، المستقصى في الأمثال، ج۱، ص۱۰۵ـ۱۰۶، رقم ۴۱۹؛ مجمع الأمثال، ج۲، ص۴۰، رقم ۱۵۶۸؛ لسان العرب، ج۱۳، ص۱۳۳، القاموس، ج۴؛ الصحاح، ج۴، ص۱۲۰(حنن).

4.في هامش كتاب «الأمثال»، ص۲۴۶، رقم ۷۷۹: على حاشية الأصل «قال أبوالحسن: وحكى غيرنا عن غير أبى عبيد أنّ حنينا كان لصّا مغيرا، فأخذه سلطان فقتله وصلبه، فجاءته أمّه وعليه خفّان وهو مصلوب، فأخذت خفّيه ورجعت، فقيل: رجعت بخفّى حنين، أي إنّها رضيت بخفّيه منه».

صفحه از 62