ونظير الحيلة المحتال بها على القول الأوسط ما سمعت من: أنّ رجلا سرق أحد خفّي رجل، فذهب الرجل إلى الخفّاف وأعطاه مبلغا وأحد الخفّين ليعمل له خفّا آخر شبيه ذلك الخفّ، فجاء السارق ورأى ما صنعه الرجل، ثمّ لمّا ذهب الرجل فجاء السارق و قال: إنّ الرجل وصل إليه خفّه المسروق وهو هذا فاعط الخفّ الذي عندك والمبلغ، فأخذ الخفّ الذي كان عنده والمبلغ الذي أعطاه صاحب الخفّ! العياذ باللّه من حيل الإنسان!
ثمّ إنّه ربما قيل: يخفى حنين وخفى حنين وأحدهما بمعنى خفاء الإنين.
وبعد هذا أقول: إني رأيت منه انشاءات حسنة في بعض المجاميع.
وبعد هذا أقول: إنّ من لطيف الكلام ما قيل في شأنه من جانب السلطان في الجواب لولده جمال الملّة والدين، حيث أرسل ما كتبه بالفارسية ترجمة لـ«مفتاح الفلاح» بأمر السلطان في تضاعيف مدح ولده:
وتهذيب أخلاقه مقنعة لمن استرشد بارشاد المفيد، وبيان شرح دروسه ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
وبعد هذا أقول: إنّ في «رياض العلماء»: يعبّر عنه بالأستاد المحقّق، وعن صاحب «الذخيرة» بالأستاد الفاضل، وعن صاحب «البحار» بالأستاد الاستناد، وعن المدقّق الشيروانى بالأستاد العلاّمة؛ وعن المحدّث الجزائرى أنه كان يعبّر عنه بشيخنا المحقّق، وعن صاحب «البحار» بشيخنا المعاصر، وعن المحدّث الكاشاني بشيخنا الكاشي.
وقال في «منبع الحياة»:
وكان أستادنا المحقق الذي انتهت إليه سلسلة التحقيق في المعقول والمنقول العلاّمة الخوانساري ـ عطّراللّه مرقده ـ يقول: «لو ملكت بيتا من ذهب لأعطيته بمن يستدلّ بدليل عقليّ ثمّ جميع مقدّماته ولم يورد عليه العلماء ما يوجب الطعن فيه» وقد ذكر الفاضل الخوانساري في تعليقات الباغنوي حواشي. ۱