رسالة في أحوال الفاضل الخوانساري - صفحه 57

وبعد أقول: إنّه قد ألّف العلاّمة الخوانساري رسالة في ردّ ما أورد به العلاّمة السبزواري على كلمات العلاّمة السبزواري في رسالة المعمولة أوّلا، والظاهر أنّ الرسالة التي عندي بخطّ العلاّمة الخوانساري في «شبهة الاستلزام» إنّما هي ما رسمه في رسالة المعمولة ثانيا في ردّ كلمات العلاّمة السبزوارى.
قال العلاّمة الخوانساري فى أوّل رسالته المشار إليها:
إني قد كتبت سالف الأيّام رسالة في حلّ شبهة الاستلزام، ولمّا كان الفرض من إبداء الشبهات ودفع إشكالها وإيراد المغالطات وحلّ عقالها تشحيذ الأذهان والأفهام وتثبيتها لئلاّ تقع في أغلاط الأوهام، كان الإطناب فيه مطلوبا، والإسهاب مرغوبا، فلاجرم أوردت أجوبة كثيرة مما سنح ببالي أو وصل إليّ من غير أمثالي و أمثالي، و تعرّضت لما فيها من الجدل والقيل والقال، وكان من جملتها جوابات لبعض أجلّة فضلاء الحال ـ أديم له الفضل والكمال!
ثمّ قد اتّفق أن تشرّف ما كتبته بنظر هذا الفاضل لا زالت فكرتة عن الخطأ والخطل مصونة، ووجد فيه بقوّة فكره الصائب وجوها من الضعف والخلل مكنونة، فتصدّى من باب التفضّل والامتنان علينا لكشف تلك الوجوه وبيانها مع قلّة اعتنائه بشأنها، فبيّنها ببيان شاف كاف وكشفها ببسط وافر، واف طيّ مقالة لطيفة وضمن رسالة شريفة.
ولكن مع ذلك، لمّا كانت المعاني التي قرّرها في غاية الدقّة والخفاء، والمطالب التي حرّرها في نهاية الرفعة والعلاء، لم يسفر لنا وجه المقصود من تحت الحجاب،وبقينا على ما كنّا عليه من الشكّ والارتياب، فقصدت أن أعرض ما عرض من الشكوك فيما قال ـ دام فضله ـ من المقالة وأرسله من الرسالة، عسى أن يلحظه مرّة أخرى بعين العناية ويزيل الشكوك بالمرّة بلطف الدراية.

صفحه از 62