عناوين الأبواب و تراجمها في التراث الإسلامي - صفحه 24

3 ـ وقد يوجد الاحتمال في الحديث، والتعيين في الترجمة :
والترجمة هنا بيانٌ لتأويل ذلك الحديث نائبة مناب قول الفقيه مثلاً : المراد بهذا الحديث العامّ الخصوص ، أو بهذا الحديث الخاص العموم ، إشعاراً بالقياس لوجود العلّة الجامعة ؛
أو : إنّ ذلكَ الخاصّ المراد بهِ ماهو أعمّ مما يدلّ على ظاهره بطريق الأعلى والأدنى ؛
ويأتي في المطلق والمقيّد نظير ماذكرناهُ في الخاصّ والعام ، وكذا في شرح المشكل ، وتفسير الغامض ، وتأويل الظاهر ، وتفصيل المجمل ۱ .
وقال الدكتور عتر : لدى التأمل نستطيع تنويع الترجمة إلى ثلاثة طرق ، وثلاثة أقسام من التراجم ، هي :
أوّلاً : طريقة الترجمة الظاهرة :
وهي التي تطابق ماوردفي مضمونهامطابقةً واضحة ، دون حاجةٍ للفكر والنظر.
ثانياً : التراجم الاستنباطية :
وهي التي تدرك مطابقتها لمضمون الباب بوجه من البحث والتفكير القريب أو البعيد .
ثالثاً : التراجم المرسلة :
وهي التي اكتفى فيها بلفظ «باب» ولم يعنون بشي ء يدلُّ على المضمون ، بل تركَ ذلكَ العنوان ۲ .
أقول : من المعلوم أنّ هذهِ التنويعات ، إنمّا هي اعتبارية ، تتبع ماينظر إليهِ المتكلّم ، فبالإمكان مثلاً تنويع التراجم إلى قصيرة وطويلة ، وإلى مايقصد بها التعقيب على الغير ، كما ذكره الدهلوي في شرح تراجم البخاري من أنّ :أكثر ذلكَ

1.هدي الساري (۱ / ۲۴) .

2.الإمام الترمذي والموازنة . . . (ص۴ ـ ۲۷۵) .

صفحه از 78