دراسة تحليلية حول عناصر بقاء السنّة الشريفة - صفحه 35

على اُمتى أربعين حديثاً من السنّة، كنت له شافعاً ـ أو شفيعاً ـ يَوم القيامة. ۱
وهذه الروايات هي التي أوجدت عند المسلمين ظاهرة الحرص على نقل الحديث النبوي بلفظه. وجدير بالذكر، انّ حفظ الأحاديث ليس مقصوراً على الحفظ في الصدور، بل يعمّه إلى كلّ ما يكتب أو يلقى أو… حيث انّ المراد من حفظها هو حفظها من الزوال والتلف. ۲
ولعّل كلمة «على» في الحديث، تشير إلى ذلك.
الخطوة الثالثة. تكراره للموارد المهمة من السنة
ولتوضيح هذه الخطوة النبوية نشير الى الأمرين التاليين:
1ـ إنّ الناظر الى السنة يرى أنّه في كثير من الموارد وردت مجموعة من الروايات حول مضمون واحد، ومن المعلوم أنّه لايمكن إدعاء أن تكون كلّ هذه الموارد قد نشأت كنتيجة لاختلاف نقل الرواة لألفاظ الروايات، بل كان التعدّد في الروايات في كثير من هذه الموارد ناشئاً من تكرار النبي (ص) لبعض الجوانب من سنته الشريفة؛ لاسيّما ونحن نرى إختلاف القيد في بعض الروايات المشتركة في معنى واحد، بحيث لا يمكن تفسيره باختلاف نقل الرواة. وكمثال على ذلك، الحديث الوارد للحثّ على حفظ اربعين حديثاً من سنة الرسول(فقد جعلت نتيجته في بعض الروايات الشفاعة، ۳ وفي بعضها الآخر أن يحشر الحافظ لها فقيها او عالماً، ۴ وفي بعضها الآخر دخول الجنة، ۵ أو أن يحشر الحافظ لها مع الشهداء ۶ ).
2ـ لم تكن عناية النبي(ص) بتكرار بعض جوانب السنّة متمركزة على القول فحسب، بل كان(ص) يستخدم أسلوب التكرار في غير السنّة القولية أيضاً، بل كان أحياناً للتكرار في السنّة الفعلية دور أقوى.

1.كنز العمّال، ج۱۰، ص۲۲۴،(ح۲۹۱۸۴)؛ وسائل الشيعة، ج۲۷، ص۹۴

2.الأربعون حديثاً، المازندرانى، ص۴

3.كنز العمّال، ج۱۰،ص۲۲۴

4.عوالى اللّئالى، ج۱، ص۹۵،(ح۱).

5.كنز العمّال، ج۱۰،ص۲۲۵

6.نفس المصدر.

صفحه از 43