المعارف الإلهيه (شرح حديث من عرف نفسه) - صفحه 27

الأفلاك» ۱ وأيضاً يزيد غيرها بالأحوال والصفات الناشئة من تركيب النفس والقوى المتلوّنة كالغضب والشهوة وغيرها من المُدركة الظاهرة والباطنة والمُحرّكة .
فقد استبان من جملة هذه الآيات الساطعة والبيّنات اللامعة عن مشرقة البيان أنّ النشأة الإنسانيّة حاوية لما ليس منطوياً فيما عداها من العوالم بأسرها فتعيّن أن يكون هو الأكبر من العالم الآخر حتّى لو بدّل اشتمال العالم على ما في الإنسان بمحاذاته له لما كان وجه صحيح له فقد بان بعين العرفان كون الإنسان مشتملاً على ما في العالم مع زيادات تَتْرى من دون كونه مشتملاً على ما في الإنسان من طرق شتّى « فاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً »۲ .
وأمّا الثاني ۳ فلأنّ ما في ذلك النظم المقدّس المرتضوي محتوٍ على احتواء الإنسان لا الاحتواء على ما في الإنسان فلا يكون موافقاً لما أورده سنداً له فأحسن تدبّره .
ثمّ ما ذكره متّصلاً بهذا المنظوم بقوله : فمن عرف نفسه بهذه المعرفة كانت وسيلة إلى معرفة الصانع وصفات جلاله وجماله على أبلغ الوجوه بحسب الطاقة إلخ منظوم معلوم قطعاً إلاّ أنّ تقديم الجمال على الجلال أولى ، والأمر فيه هيّنٌ كما لا يخفى ، وإنّما ذلك لأنّه مظهر جميع الأسماء والصفات على الإطلاق واحتوائه على جميع ما في الآفاق فنور يشرق /8/ من صبح الأزل على هياكل الماهيّات آثار توحيده حسبما يرشدك إليه قوله سبحانه : « سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ »۴ ألا كلّ شيء ما خلا اللّه باطل .
ثمّ لا يخفى أنّ المراد من المعرفة حينئذٍ مطلق العلم به وإن كان في ضمن

1.تفسير القمي ، ج۱ ، ص۱۷ ؛ تذكرة الموضوعات ، ص۸۶ ؛ تفسير كنز الدقائق ، ج۲ ، ص۲۵۰ ؛ بحارالأنوار ، ج۱۶ ، ص۴۰۶ ؛ مناقب آل أبي طالب ، ج۱ ، ص۱۷۹ و ۱۸۶ .

2.سورة طه ، الآية ۱۲ .

3.وهو عدم ملائمته لما أورده . «م» .

4.فصّلت : ۵۳ .

صفحه از 30