المعارف الإلهيه (شرح حديث من عرف نفسه) - صفحه 28

التصديق به .
ثمّ ذكر ذلك الفاضل الماجد : ومنها أنّ إدراك حقيقة النفس متعذّر أو متعسّر ـ إلى قوله ـ وإذا كان هذا حال النفس مع أنّها أدنى الأشياء إلى نفسها فكيف يطمع في إدراك الواجب ، انتهى .
والظاهر من المعرفة عند أربابها هو هذا حيث إنّها الإدراك التصوّري سيّما بالبسيط الحقيقي كما لا يخفى ، فيناسب هذا التقرير غاية المناسبة ذاتها ونهاية المعانقه أسناها ، وإن صحّ إطلاقها على العلم التصديقي كما مرّ كما لا يخفى على الفلسفي .
وإذا تقرّر هذا فنقول : سرّ عدم تعقّل النفس نفسها بساطة جوهر ذاتها وعدم تركّبها من الأجزاء المعنويّة ۱ وإن تركيت من الأجزاء العقليّة كما لا يخفى ، فمن عجز عن معرفة نفسه فأخلقُ به أن يعجز عن معرفة ربّه ؛ شعر :

وليس يعرفه مَن ليس يشهدوكيف يشهد ضوءَ الشمس مكفوف
وإنّما ذلك لبساطته الصرفة الأحديّة وهويّته الصمديّة المقدّسة عن الكثرة قبل الذات ۲ ومع الذات ۳ وبعد الذات ۴ .
ثمّ قال : والغرض امتناع إدراك حقيقة الواجب بتعليقه على ما علم استحالته لا الاستدلال على امتناعه ليرد عليه أنّ استثناء نقيض المقدم لا ينتج ، هذا كلامه .
ولا يخفى عليك أنّ من اللازم ما يكون مساوياً لملزومه فينتج استثناء نقيض المقدم نقيض تاليه كما ينتج عكسه ، وكذا الأمر في استثناء عين التالي ، ولعلّ الأمر فيما نحن بصدده كذلك فتدبّر على أنّ فيه كلاماً فوق هذا فلا حاجة له إلى ما التزمه بقوله :ويمكن ردّه إلى قياس استثنائيّ بالنظر إلى ما يعطيه الكلام كما ذكرنا لا بالنظر إلى

1.أي الأجزاء الخارجية على اصطلاح الحكماء .

2.إشارة إلى الأحمدية . «م» .

3.إشارة إلى مرتبة الصمدية . «م» .

4.إشارة إلى عينية الصفات . «م» .

صفحه از 30