رسالة عديمة النظير في أحوال أبي بصير - صفحه 339

القاسم ، لما ستعرف من عدم انصرافه إلى غيرهما .
ثمّ ما مرّ من الحديثين لا ينافي ذلك ؛ لكونهما غير مذكورين في الفقيه . غاية الأمر أن يكون البطائني أيضاً ممّن روى عن يحيى وليث كليهما ، هذا مضافاً إلى إمكان أن يقال : المراد بقوله عليه السلام : إنّ أكثر من ترى قردة وخنازير ، في الأوّل أنّ أكثر من تراهم إنساناً قردة وخنازير ، فيكون الرؤية بمعنى العلم ، ولعلّها في قول أبي بصير : «فرأيتهم كما كانوا» في المرّة الاُولى أيضاً بهذا المعنى ، وإنَّ فهم الإيماء ونحوه المذكورَين في الثاني لعلّه كان من غير النظر بالعين ، فيمكن أن يكون راويه أيضاً يحيى ، لاسيّما ونقل من الخرائج أنّه قال : روي عن أبي بصير قال : كنت مع الباقر عليه السلام في مسجد رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمقاعداً حِدثانَ ما مات عليّ بن الحسين عليهماالسلامإذ دخل الدوانيقي ۱ ، وساق نحو ما مرّ من الكافي ؛ إذ المشهور أنّ وفاة سيّد الساجدين عليه السلام كانت سنة خمس وتسعين من الهجرة ، فيبعد أن يكون أبو بصير هذا ليث المرادي ؛ لما مرّ من إدراكه زمان إمامة الرضا عليه السلام على ما زعمه الكليني ، وعلى فرض اشتباه الأمر عليه نقول : سيجيء أنّ في رواية ليث عن أبي جعفر عليه السلامتأمّلاً .
هذا ، ثمّ لو تنزّلنا عن ظهور هذا الاحتمال فلا ريب في عدم ترجيح الاحتمالين الأوّلين عليه ، فلا يمكن الحكم بكون تلك الروايات من روايات ابن مسكان عن ليث المرادي ، فتفسيرهم أبابصير مع الإطلاق بليث المرادي متى كان /55/ الراوي عنه ابن مسكان ليس على ما ينبغي .
ثمّ ممّا يزيده وضوحاً أنّ الشيخ محمّد رحمه الله ۲ قال في بعض حواشيه ۳ :
نقل بعض مشايخنا أنّ رواية ابن مسكان عن أبي بصير يعيّن كونه ليث المرادي ، ولا يخلو من تأمّل ؛ لما قاله الوالد رحمه الله من أنّه اطّلع على رواية فيها ابن مسكان عن يحيى بن القاسم ، وأظنّ أنّي قد وقفت على ذلك أيضاً ۴ ، انتهى .
وأنّ في الاستبصار في باب أنّ من طلّق امرأته ثلاث تطليقات مع تكامل الشرائط في

1.الخرائج والجرائح ، ج۱ ، ص۲۷۳ ، ح ۴ .

2.هو الشيخ محمد بن المحقق الشيخ حسن بن شيخنا الشهيد الثاني .

3.أي : في بعض حواشيه على التهذيب أو الاستبصار .

4.انظر : الحدائق الناضرة ، ج۱ ، ص۲۶۸ .

صفحه از 446