رسالة عديمة النظير في أحوال أبي بصير - صفحه 286

الحمد للّه الّذي كرّم بني آدم وفضّلهم على كثير ممّن خلق وكان بهم بصيرا ، وأنشأهم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالاً كثيراً ، وصلّى اللّه على أشرف بريّته وخير خليقته محمّد الّذي أرسله إلى كافّة الناس بشيراً ونذيراً ليزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة ، ويبشّر المؤمنين بأنّ لهم من اللّه فضلاً كبيراً ، وليهلك من هلك عن بيّنة ويحيى من حيَّ عن بيّنة ؛ ففريق يدخل الجنّة وفريق يصلى سعيراً ، وآله الّذين جعلهم حفظة سرّه وخزنة علمه وتراجمة وحيه وخلفاء في أرضه ، ونوّر قلوب المؤمنين بنور معرفتهم تنويراً ، وجعلهم قادة الاُمم ، وأولياء النِّعَم ، وسادة العباد ، وساسة البلاد ، وليوثاً ۱ على الكفرة وأهل العناد ، وأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا ، وأعطى شيعتهم ومحبّيهم في الجنّة ما يشاؤون /3/ خالدين فيها متّكئين على فرش بطائنها من استبرق ، لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً ، صلاةً تملأ أقطار السماوات والأرض ، وتدوم بدوام السنّة والفرض ، وتبقى إلى يوم النشور والعرض ، بل صلاة لا تقدّر تقديراً .
وبعد فيقول الضعيف المفتاق ۲ إلى عفو ربّه الغنيّ القويّ الباري ، مهدي بن الحسن الموسوي الخوانساري ـ هداه اللّه سبيل الإيقان ، وسقاه من سلسبيل التحقيق ورحيق الإتقان ، وعامله ووالديه وجميع أهل الإيمان بالصفح والعفو والرحمة والغفران ـ : لمّا كان روايات أبي بصير في غاية الكثرة والانتشار ، وكانت على تلك الكثرة عارية عند

1.اللَّيث : الشدّة والقوّة ، والأسد والشجاع ، والجمع لُيوث .

2.افتاق الرجل : افتقر .

صفحه از 446