رسالة عديمة النظير في أحوال أبي بصير - صفحه 293

وظنّي أنّ إيراده هذا الخبر في هذا المقام ممّا لا وجه له ، إذ ليس فيه ما يدلّ على كون أبي بصير الراوي هو عبداللّه بن محمّد الأسدي ، بل الظاهر أنّه غيره لأنّه لم يقل أحد من علماء الرجال ممّن وقفت على كلامهم بأنّه كان يكنّى بـ «أبي محمّد» أو يطلق عليه ذلك مع أنّ ديدنهم الإشارة إلى الكنى ونحوها ، وفي الخبر أطلق ذلك على الراوي ، وأيضاً لم يذكر الشيخ ولا ابن عقدة كما يفهم من عدم ذكر الشيخ ولا غيرهما عبداللّه بن محمّد المكنّى بـ «أبي بصير» في أصحاب الصادق عليه السلام وذكره الشيخ في أصحاب الباقر عليه السلام .
وأبو بصير الرواي لهذا الخبر رواه عن الصادق عليه السلام ، والراوي عنه فيه عبداللّه بن وضّاح وهو من أصحاب أبي الحسن موسى عليه السلام ليس إلاّ ، وعلى ما ذكره النجاشي والعلاّمة وابن داوود صاحَبَ أبا بصير يحيى بن القاسم كثيراً وعرف به ، وقال النجاشي : له كتب يعرف ، منها كتاب الصلاة أكثره عن أبي بصير ۱ ؛ فالمظنون أنّ أبا بصير /9/ في هذا الإسناد هو يحيى بن القاسم لا عبداللّه ، وهو مكنّى بـ «أبي محمّد» أيضاً كما سيجيء . ومن هنا ظهر أنّ ما قيل يمكن استعلام أنّه الأسدي عبداللّه بن محمّد برواية عبداللّه وضّاح عنه ـ يعني عن أبي بصير ـ غير جيّد .
وقال الشيخ في أصحاب الباقر عليه السلام : عبداللّه بن محمّد الأسدي ، كوفيّ ، يكنّى أبا بصير ۲ .
وقال ابن داوود في الجزء الأوّل من كتابه المختصّ بالموثّقين والمهملين : عبداللّه بن محمّد الأسدي ، أبو بصير الكوفي ، قر ، خج ، مهمل ۳ .
ولم يذكره النجاشي في كتابه ولا الشيخ في الفهرست ولا العلاّمة في الخلاصة ولا غيرهم ممّن وقفت على كلامهم في موضع سوى من ذكرناه وبعض متأخّري المتأخّرين ، وقد تتبّعنا فلم نقف على روايةٍ عن الباقر عليه السلامأو غيره نجزم أو نظنّ أنّ راويها عبداللّه هذا .

1.رجال النجاشي ، ص۲۱۵ .

2.رجال الطوسي ، ص۱۴۰ ، رقم ۱۴۹۱ .

3.رجال ابن داوود ، ص۱۲۲ ، رقم ۸۹۷ .

صفحه از 446