رسالة عديمة النظير في أحوال أبي بصير - صفحه 304

وأمّا الثالثة فلضعف سندها ، ولتوبته ، وأيضاً لعلّه كان جاهلاً بالمسألة .
وعن المناقب لابن شهر آشوب أنّ في كتاب الدلالات عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني ، قال أبو بصير : اشتهيت دلالة الإمام فدخلت على أبي عبداللّه عليه السلاموأنا جنب ، فقال : يا أبا محمّد ، ما كان لك فيما كنت فيه شغل ؟ تدخل على إمامك وأنت جنب ؟ فقلت : جعلت فداك ! ما عملته إلاّ عمداً . قال : أو لم تؤمن ؟ قلت : بلى ولكن ليطمئنّ قلبي . قال : فقم يا أبا محمّد فاغتسل . . . الخبر ۱ ، انتهى .
ونقل عن الخرائج أيضاً مثله ۲ ، والظاهر أنّ المراد بأبي بصير في سند هذه الرواية يحيى بن القاسم ، والجواب عنها ـ مضافاً إلى ذلك وإلى ضعف السند ـ وعن السابقة ـ مضافاً إلى ما مرّ ـ أنّ الأقوى عدم حرمة دخول الجنب عليهم عليهم السلام ، ولو سُلّم كونه حراماً فلا نسلّم كونه كبيرة تزول بها العدالة وتنافيها هذا ، وأمّا الصحيحة فلأنّ لنا أن نقول لعلّ العقرقوفي فهم ذلك الكلام من يد أبي بصير حيث حكّ بها صدره الّذي كان موضع العلم من لسانه ؛ فإنّ فيما رواه الكشي بإسناده عن صفوان عن العقرقوفي وهو الّذي وصف فيه أبا بصير بـ «المرادي» وقال بيده على صدره يحكّها : أظنّ صاحبنا ما تكامل علمه ، وهذا كقولك قال فلان بإصبعه على فمه : لا تتكلّم ، أو قال فلان : لا تتكلّم أو نحو ذلك إذا وضع إصبعه على فمه . /23/
قال معمّر بن خلاّد : سألت أبا الحسن عليه السلام : أيجزي الرجل يمسح قدميه بفضل رأسه ؟ فقال برأسه : «لا» . فقلت : أ بماء جديد ؟ فقال برأسه : «نعم» ۳ فلعلّه أخطأ في ذلك ولم يكن ذلك مراد أبي بصير بل كان مراده عدم علم نفسه بوجه عدم التدافع بين القولين أو نحوه ، ومن هنا ظهر أيضاً وجه اختلاف ذلك الكلام في تلك الأسانيد .
ويمكن أيضاً أن يقال : لعلّ كلام أبي بصير هو : ما أظنّ صاحبنا تكامل علمه ، كما في التهذيب في رواية صفوان عن شعيب ؛ إذ مع ذلك الاختلاف لا وثوق بواحد منها وكلٌّ منها محتمل ، كيف ولو قطعنا النظر عن غير الصحيح فلا دلالة فيه على ذمّ ليث

1.مناقب ابن شهر آشوب ، ج۳ ، ص۳۵۳ .

2.الخرائج والجرائح ، ج۲ ، ص۶۳۴ ، ح۳۵ .

3.تهذيب الأحكام ، ج۱ ، ص۵۸ ، ح۱۶۳ .

صفحه از 446