رسالة عديمة النظير في أحوال أبي بصير - صفحه 338

شهرة الناس لتركتك بصيراً على حالك ولكن لا يستقيم . قال : مسح يده على عيني فإذا أنا كما كنت ۱ .
وقد عرفت سابقاً أنّ الظاهر كون ليث بصيراً فيكون المكفوف يحيى سيّما في الرواية الاُولى ؛ فإنّها كانت عن أبي جعفر عليه السلام ، وعلى هذا يمكن جعل روايتهما عن أبي بصير قرينة أيضاً على كونه يحيى ، وإذا كان الظاهر كون هذه الروايات عنه لتعدّد القرينة القائمة عليه ، فكلّ ما رواه في الفقيه عن أبي بصير من دون ذكر واسطة يكون الظاهر أنّه عنه لاتّحاد الطريق .
فإن قلت : لعلّ ما ذكره في آخر الفقيه من طريقه إلى أبي بصير طريقه إلى كتب يحيى وليث كليهما لإمكان اتّحاد الطريقين فلا يتمّ ما ذكرت .
قلت : استعمال المشترك وما في حكمه من الأعلام والكنى المشتركة في أكثر من معنى واحد في إطلاق واحد غير جائز ولم يقم قرينة في كلامه على إرادة معنى يعمّهما حتّى يكون من باب عموم الاشتراك .
ثمّ ممّا لعلّه يؤيّد هذا الاحتمال أنّ في الفقيه : وسأله أبو بصير المرادي عن القزّ تلبسه المرأة في الإحرام ؟ قال : لا بأس به ، إنّما يكره الحرير المبهم ۲ .
وفي موضع منه : وسأل ليث المرادي أبا عبداللّه عليه السلام ۳ ، وفي موضعين منه : وسأله ليث المرادي ۴ ؛ فإنّه لمّا عبّر عن راوي هذه الأخبار بليث المرادي ونحوه ولم يعبّر عنه بأبي بصير من دون قيد وبيان وعكس في راوي تلك الأخبار وأضرابهما ممّا روى عنه من دون ذكر الواسطة فعبّر عنه بأبي بصير مطلقاً ولم يعبّر عنه بليث المرادي ونحوه ، والكليني والشيخ أيضاً فعلا كذلك فيهما حيث رويا عنهما كثيراً من هذه وتلك وأضرابها ولم يقع بينه وبينهما مخالفة في شيء من التعبيرين كما عرفت ، لعلّه يظهر منهم عدم اتّحاد الراويين ، وعليه يكون مراده بأبي بصير في تلك الأخبار يحيى بن

1.بصائر الدرجات ، ص۲۷۱ ، ح۷ .

2.من لا يحضره الفقيه ، ج۲ ، ص۳۴۵ ، ح۲۶۳۶ .

3.من لا يحضره الفقيه ، ج۱ ، ص۲۴۵ ، ح۷۴۰ ؛ و ص۳۶۶ ، ح۱۰۵۵ .

4.من لا يحضره الفقيه ، ج۲ ، ص۳۳۶ ، ح۲۶۰۶ ، و ص۴۷۹ ، ح۳۰۱۴ .

صفحه از 446