رسالة عديمة النظير في أحوال أبي بصير - صفحه 347

السند ، بل الظاهر إرادة غيره منه ؛ لأنّ عاصم بن حميد /65/ لم يُذكر إلاّ في أصحاب الصادق عليه السلام ، وعبدالملك بن أبي ذرّ رضى الله عنه من أصحاب عليّ أميرالمؤمنين ليس إلاّ ، فمن المستبعد جدّاً رواية أيّوب بن نوح عمّن عاصره بثلاث وسائط ، ورواية من هو من أصحاب الصادق عليه السلامخاصّة بالواسطة عن المدائني الّذي روى عن أبي الحسن العسكري عليه السلام ، ورواية ذلك المدائني عمّن هو من أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلامخاصّة من دون واسطة ، لاسيّما والرواية تشهد بأنّ عبدالملك سمع ذلك من أميرالمؤمنين عليه السلامفي أزمنة غصب عثمان للخلافة قبل نفيه أباذرّ إلى الربذة ؛ فإنّه رضى الله عنه بعد النفي لم يمكنه الرجوع إلى المدينة وملاقات عليّ عليه السلام ، بل لبث فيها حتّى مات ؛ فظهر أنّ المراد بعمرو بن سعيد فيذلك السند غير المدائني الثقة ، فالسند ليس بصحيح ولا موثّق.
ولمّا انجرّ الكلام إلى أن ذكر نفي أبي ذر فلا بأس بأن نذكر ما ذكره بعض أعاظم المخالفين في ذلك وإن كانت تلك القصّة في الاشتهار كالشمس في رابعة النهار ، وذكرها الخاصّة والعامّة ، فنقول :
قال الدميري في حياة الحيوان :
قال ابن خلّكان وغيره : لمّا بويع عثمان ، نفى أباذر الغفاري رضى الله عنه إلى /66/ الربذة لأنّه كان يزهّد الناس في الدنيا ، وردّ الحَكَم بن أبيالعاص وكان قد نفاه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم إلى الربذة ، ولم يردّه أبوبكر ولا عمر منها فردّه عثمان ۱ ، انتهى .
ولعمري سبب النفي لم يكن ذلك الّذي ذكروه وإن كان ذلك أيضاً كافياً في استحقاق إمامهم للخلافة والرئاسة الكبرى ، بل كان السبب طعنه في ذلك الإمام وإظهاره قبائح أفعاله وشنائع أعماله ، وإظهاره فضائل أميرالمؤمنين عليّ عليه السلامودعاء الناس إليه عليه السلام ، وكيف كان فانظروا إخواني كيف اعترفوا بمنقبتين من مناقب إمامهم ـ حشرهم اللّه تعالى معه ـ .
هذا ثمّ إنّي إلى الآن لم أقف على رواية ابن رئاب عن ليث المرادي وقد روى في الكافي والتهذيب عن ابن محبوب ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن

1.حياة الحيوان الكبرى ، ج۱ ، ص۷۶ ، باب خلافة عثمان .

صفحه از 446