رسالة عديمة النظير في أحوال أبي بصير - صفحه 350

وعلى هذا فما أفاده العلاّمة المجلسي ـ قدّس اللّه روحه القدّوسي ـ حيث قال في أثناء تحقيق سند الحديث الخامس والثلاثين من كتاب الأربعين :
السابع أنّ الشيخ رحمه الله ذكر في الفهرست عند ترجمة محمّد بن بابويه القمي ما هذا لفظه : له نحو من ثلاثمئة مصنّف ، أخبرني بجميع كتبه ورواياته جماعة من أصحابنا منهم الشيخ أبو عبداللّه محمّد بن محمّد بن النعمان ، وأبو عبداللّه الحسين بن عبيداللّه الغضائري ، وأبوالحسين جعفر بن الحسن بن حسكة القمي ، وأبو زكريّا محمّد بن سليمان الحمراني كلّهم عنه ۱ ، انتهى .
فظهر أنّ الشيخ روى جميع مرويّات الصدوق ـ نوّر اللّه ضريحهما ـ بتلك الأسانيد الصحيحة ، فكلّما روى الشيخ خبراً من بعض الاُصول الّتي ذكرها الصدوق في فهرسته بسند صحيح فسنده إلى هذا الأصل صحيح وإن لم يذكر في الفهرست سنداً صحيحاً إليه ، وهذا أيضاً باب غامض دقيق ينفع في الأخبار الّتي لم تصل إلينا من مؤلفات الصدوق ۲ ، انتهى .
إنّما يتمّ فيما لو علم أنّ تلك الطرق طرق إلى جميع ما في تلك الكتب والاُصول من الأخبار وهو في كثير منها غير معلوم كما لا يخفى . ثمّ كما روى أبو بصير هذا عن الصادق عليه السلام روى عنه يحيى بن القاسم ، وسيجيء في المبحث الرابع من الفصل الآتي وهذا ممّا لا ريب فيه ، فالعجب من السيّد الصائغ حيث غفل عن ذلك وقال ما قال ، وكأنّه نظر إلى قول ابن داوود فيما نقلناه منه في المقدّمة : وهؤلاء الثلاثة رووا عن الباقر عليه السلام ، ولم ينظر إلى ما حكاه عن الشيخ في كلا الجزئين من كتابه وعن النجاشي في الثاني منه في ترجمة يحيى وستقف عليه ، ولم يراجع ترجمته في كتاب آخر ، فتوهّم من عدم ذكره كونه ممّن روى عن الصادق عليه السلام أيضاً أنّه لم يرو عنه عليه السلام ، وكيف كان لا ريب في فساده .
نعم ، لو عكس الأمر وقال : ليث ما روى عن أبي جعفر عليه السلام ، لكان له وجه ؛ فإنّك قد عرفت أنّه على زعم الكليني أدرك بعض أزمنة إمامة الرضا عليه السلام ومن حين وفاة أبي جعفر عليه السلام إلى بدو تلك /69/ الأزمنة تسع وستّون سنة ، ولعلّه عاش بعده سنين اُخر أيضاً ، فيبعد على ذلك الزعم كونه راوياً عنه عليه السلام ، ولاسيّما لم يذكر له طول العمر ، وإنّي

1.راجع : الفهرست للطوسي ، ص ۱۵۶ ، رقم ۶۹۵ .

2.الأربعين للمجلسي ، ص۵۱۱ ـ ۵۱۲ ؛ سماء المقال ، ج ۲ ، ص ۴۰۸ .

صفحه از 446