القاسم يكنّى أبابصير ۱ ووجهه ظاهر .
فإن قيل : ذِكره ليحيى مرّتين في أصحاب الكاظم عليه السلام لا يدلّ على التعدّد لأنّ مثله قد وقع في كلامه قدس سره كثيراً مع عدم التعدّد قطعاً ، /101/ فكيف يظهر منه ذلك ؟
قلنا : لا ريب في ظهور التكرار في التعدّد ، والمخالفة في بعض المواضع لا يقدح في أصل الظهور كما في نظائره من الظواهر ، على أنّ لاحتمال السهو في تلك المواضع مجالاً ؛ لعدم وقوع التكرار فيها بهذا القرب دون ما نحن ما فيه ؛ فإنّه لغاية قربه وقوعه فيه في غاية البعد كما هو ظاهر .
وقد حكى السيّد الداماد في تعليقاته على اختيار الرجال للشيخ عن السيّد المكرّم جمال الدين أحمد بن طاووس أنّه ذكر في كتابه وفي اختياره يحيى بن أبيالقاسم أبيبصير الأسدي ويحيى بن القاسم الحذّاء الأزدي وليا من غير فصل ۲ .
وفي التحرير الطاووسي لكتاب الاختيار من كتاب أبي عمرو الكشي للشيخ الطوسي وهو ما انتزعه المحقّق المدقّق العالم الرباني الشيخ حسن بن زين الدين الشهيد الثاني من كتاب السيّد العلاّمة جمال الدين أحمد بن طاووس الحسيني من نسخة الأصل العنوان هكذا : يحيى بن القاسم أبو بصير الأسدي ، ويحيى بن القاسم الحذّاء ۳ ، وعلى أيّ تقدير منه أيضاً يظهر التعدّد وعدم الاتحاد .
وأيضاً في التحرير في ترجمة زرارة ما نصّه :
حديث ثالث من رواية صالح بن أبي حماد الرازي وعليّ بن أبي حمزة عن أبي /102/ بصير عن أبي عبداللّه عليه السلام معناه أنّ زرارة وأباحنيفة لبسوا إيمانهم بظلم .
وقال ابن الغضائري في صالح بن أبي حمّاد الرازي أبي الخير :
ضعيف ، وأمّا عليّ بن أبي حمزة البطائني فإنّه واقفيّ ، وممّا قيل فيه بطريق صاحب الكتاب قال أبوالحسن عليّ بن الحسن بن فضّال : عليّ بن أبي حمزة كذّاب متّهم . قال ابن مسعود : سمعت عليّ بن الحسن يقول : ابن أبي حمزة كذّاب ملعون ، هذا بعض ما روي فيه . وأبو بصير
1.رجال الطوسي ، ص۳۶۴ .
2.انظر : اختيار معرفة الرجال ، ج۱ ، ص۴۰۴ ، رقم ۲۹۶ .
3.راجع : التحرير الطاووسي ، ص۶۰۷ .