ذلك إبطال حقوقنا وهدم دين اللّه . يا ابن أبي يعفور ! اللّه ورسوله منهم بريء ونحن منهم براء ۱ .
وبإسناده عن عليّ بن جعفر عليه السلام قال : رجل أتى أخي عليه السلام ۲ قال له : جعلت فداك ! مَن صاحب هذا الأمر ؟ فقال : أما إنّهم يفتنون بعد موتي فيقولون هو القائم ، وما القائم /124/ إلاّ بعدي بسنين ۳ . إلى غير ذلك من الأخبار .
وما حكي عن غيبة الشيخ في كلام له في إبطال مذهب الواقفة من قوله :
على أنّ موته ـ يعني موت الكاظم عليه السلام ـ اشتهر ما لم يشتهر موت أحد من آبائه عليهم السلام لأنّهم أظهروه وأحضروا ۴ القضاة والشهود ، ونودي عليه ببغداد على الجسر وقيل : هذا الّذي تزعم الرافضة أنّه حيّ لا يموت ، مات حتف أنفه . ۵
لا يصلح للاستدلال به على تحقّق الوقف في زمانه عليه السلام ؛ لأنّ ذلك النداء وإن ذكر في بعض الأخبار الغير المعتبرة إلاّ أنّه مخالف لأخبار اُخر ، ففي بعضها نودي عليه : هذا موسى بن جعفر قد مات فانظروا إليه ۶ ، وفي بعضها نودي عليه : هذا إمام الرافضة فاعرفوه ۷ ، وفي بعضها ذِكر كيفيّة شهادته إلى دفنه عليه السلام ولم يذكر نداء عليه عليه السلام ۸ ، وهو مع ذلك مخالف للظاهر أيضاً ؛ لأنّ من الظاهر أنّ السندي بن شاهك ويحيى بن خالد ـ لعنهما اللّه تعالى ـ كانا بصدد دفع التهمة عن نفسيهما وعن الرشيد ـ لعنه اللّه تعالى ـ لئلاّ ينزل بهم ما نزل بابن مرجانة وعمر بن سعد وقتلة سيّدالشهداء ـ لعنة اللّه عليهم أجمعين ـ ولم يكونا بصدد دفع الضلالة عن قوم من الشيعة أو إظهار العداوة لهم والشماتة بهم وإبطال قولهم ؛ فإنّ ذلك الإظهار كان /125/ منافياً لغرضهم الأصلي ، ولذا أحضروا الشهود والقضاة ووجوه أهل بغداد ، وأمروهم بأن ينظروا إلى جسده
1.اختيار معرفة الرجال ، ج۲ ، ص۷۶۲ ، رقم ۸۸۱ .
2.في المصدر : جاء رجل إلى أخي عليه السلام .
3.اختيار معرفة الرجال ، ج۲ ، ص۷۶۰ ، رقم ۸۷۰ .
4.في المصدر : أظهر وأحضر .
5.الغيبة للطوسي ، ص۲۳ ؛ عنه : البحار ، ج۴۸ ، ص۲۵۰ ، ح۱ ، وج۵۱ ، ص۱۸۰ ؛ العوالم ، ج۲۱ ، ص۵۰۸ ، ح۹ .
6.انظر : مقاتل الطالبين ، ص۳۳۶ ؛ كمال الدين ، ص۳۹ ، الإرشاد ، ج۲ ، ص۲۳۵ ؛ الغيبة للطوسي ، ص۳۱ ، ح۶ ؛ روضة الواعظين ، ص۲۲۰ ؛ إعلام الورى ، ص۳۱۱ ، مناقب ابن شهر آشوب ، ج۳ ، ص۴۴۱ .
7.انظر : كمال الدين ، ص۳۸ .
8.انظر : الكافي ، ج۱ ، ص۴۸۶ ، ح۹ .