رسالة في أحوال أبي بصير - صفحه 491

وتارةً يريدون به الجمع بين روايات الغلاة أو أسرار الأئمّة عليهم السلام ممّا كانوا يرونه من أخبار الغلو وسائر الرّوايات السّليمة ، والظاهر أنّ ما ذكروه في محمّد بن اُورمة الّذي رماه القميّون إلى الغلوّ ۱ ودسّ عليه من يفتك ۲ به ، فوجدُوهُ يصلّي من أوّل اللّيل إلى آخره ، فتوقّفوا عنه من أنّ كتبه صحاح إلاّ كتاباً ينسب إليه ترجمته تضرّ الباطن فإنّه مختلط ، ومن أنّ في رواياته تخليط من هذا القبيل ، فتدبّر . ولا يبعد القول بأنّ تخليط أبي بصير أيضاً من هذا القبيل لسياق الجواب ، وكذا ما ذكره النّجاشي رحمه الله في عبداللّه بن عبدالرحمن الأصمّ المسمعي البصري ، من أنّ : له كتاب المزار ، سمعت ممّن رآه فقال لي : هو تخليط . ۳
وتارةً يريدون به الجمع بين الأخبار والأدلّة الواهية في نظرهم في مقام الاستدلال ، والظاهر أنّ قول الشيخ السّعيد سديد الدّين محمود الحمّصي رحمه اللهصاحب التعليق العراقي في ابن إدريس : أنّه مخلّط ۴ ، من هذا القبيل ، ويحتمل أن يكون مراده أنّه يمزج مسائل فنّ بفنّ آخر ، كما هو ديدنه في الفقه ، ولا يخفى على من لاحظ السّرائر .
وتارةً يريدون به عدم ملاحظة بعض شرائط الرّواية في نظرهم ، والظاهر أنّ قول ابن الوليد في محمّد بن جعفر بن بطّة كما نقله النجاشي رحمه الله : أنّه كان ضعيفاً مخلّطاً في ما يسنده ۵ ، من هذا القبيل ، ويؤيّده ما قاله النجاشي فيه : أنّه كان يتساهل في الحديث ويعلّق الأسانيد بالإجازات ۶ ، وفي فهرست ما رواه غلط كثير ، فتدبّر .
إن قلت : سلّمنا عدم ظهور هذا اللفظ بنفسه في فساد العقيدة ، لكن بقرينة المقام يكون ظاهراً في ذلك كما قلت ، والظاهر من سؤال محمّد بن مسعود وقول ابن فضّال

1.انظر : معالم العلماء ، ص ۱۳۶ ، رقم ۶۷۵ ؛ الفهرست ، ص ۱۴۳ ، رقم ۶۱۰ ؛ رجال النجاشي ، ص۳۹۲ ، رقم ۷۵ ؛ وص ۵۱۲ ، رقم ۱۱۲ ؛ رجال ابن داوود ، ص ۲۷۰ ، رقم ۴۳۱ ؛ رجال العلاّمة ، ص ۲۵۲ ، رقم ۲۸ ؛ التحرير الطاووسي ، ص ۳۰ .

2.في الأصل : نقيك .

3.رجال النجاشي ، ص ۲۱۷ ، رقم ۵۶۶ ؛ نقل عنه : ابن داوود في رجالـه ، ص ۲۵۴ ، رقم ۲۸۱ ؛ انظر أيضاً : خلاصة الأقوال ، ص ۲۳۸ ، رقم ۲۲ ؛ جامع الرواة ، ج ۱ ، ص ۴۹۴ .

4.انظر : فهرست منتجب الدين ، ص ۱۱۳ ، رقم ۴۲۱ ؛ جامع الرواة ، ج ۲ ، ص ۶۵ .

5.رجال النجاشي ، ص ۳۷۲ ، رقم ۱۰۱۹ .

6.رجال النجاشي ، ص ۳۷۳ .

صفحه از 503