شرح حديث حقيقت - صفحه 338

جميع الأنبياء أن يكونوا منهم ؛ لأنهم علموا بنور النبوة أنه يكون لاُمة محمد صلى الله عليه و آله هذه المرتبة . و قال صلى الله عليه و آله : علماء اُمتي كأنبياء بني إسرائيل۱ ، و هم العالمون لأحكام الشريعة من هؤلاء العلماء ، بل هم العالمون و الراسخون في العلم المتكلمون من أولياء اللّه العظام .
ثم اعلم أنّ لليقين مراتب :
اُولاها: اليقين المجرد بواسطة التقليد المحض و التصديق بقول النبي صلى الله عليه و آله بحيث لا يَدخل الشكُّ و الوهم و الظن فيه .
ثانيتها: اليقين الذي حصل بعد التقليد بواسطة العلم من جهة البرهان العقلي .
ثالثتها: اليقين الذي حصل بواسطة المشاهدة .
رابعتها: اليقين الذي حصل بواسطة /ص 348/ القرب .
خامستها: اليقين الذي حصل بواسطة الوصول .
و هذه اليقينيات الثلاث حاصلة للسالكين دون غيرهم .
و أنا أضرب لك مثلاً تَفطُن به مراتب اليقين ، و هو:
إن دهقانا عارفا بأسرار الدهقنة إذا أخبر أحدا لم يَرَ في عمره الشجرة و الثمرة ، بأنّ في موضع كذا شجرة يخرج منها زهرٌ يحول ثمرةً ، إذا أكلتها وجدت ذوقها ، فمشى المخبر إلى ذلك الموضع و شاهَدَ الشجرة ، ثم الزهرة ثم الثمرة ، ثم أكل من الثمرة و وجد ذوقها ، و حصل له كمال اليقين بأنّ الدهقان كان صادق القول . فتصديق الدهقان أوّلاً ـ بلا ظهور بيّنة ـ مجرّد التقليد الحاصل من التقليد الصِّرف ، و رؤية الشجرة بمنزلة عين اليقين ؛ لأنّه حَصَلَ له إيقان زائد على المرتبة السابقة .
و ما قلتُ في شرح هذه الكلمات ـ الجامعة لجميع الكمالات و اُصول الطريقه و الحقيقة ـ ذرّة من جبل البيان و قطرة من بحر العرفان ، و ما كنتُ مأذونا بأن اُطوّل الكلام فيها ؛ لأنّ إفشاء سرّ الربوبية كفرٌ ، و ما جرى بشغفِ أخي في الدين بإدراك معاني هذه الكلمات ، و ليكون له محرِّصا إلى السلوك و هاديا إلى سبيل الحق .
[والسلام]

فهرست

1.بحار الأنوار ، ج ۲ ، ص ۲۲ . و ورد أيضا: «علماء اُمّتي أفضل من أنبياء بني إسرائيل» .

صفحه از 338