إيقاظُ الوَسنان - صفحه 196

أقول: أمّا قوله: «احداهما: الاختصار والاقتصار»:
فمن المعلوم أنّ المتصدّي لمثل عمل اللسان على الميزان ليس شأنه الاختصار والاقتصار، بل هو بصدد الاستدراك والاستيفاء والجمع، وتوفير الوقت والجهد على المراجع، فلذلك يعدّ «اللسان» أجمع ما كتب في هذا الفنّ ـ كما عبّر بذلك المرعشلي نفسه ـ ومن أهمّها، حيث استوعب فيه كلّ ما كُتِبَ قبله. ۱
وأما قوله: «كون المحذوفين أئمّة...»
ففيه: أنّ ذلك لايُنافي وجود الجرح والقدح فيهم، وإلاّ فلماذا أوردهم الذهبيّ في «ميزانه» المعدّ للضعفاء؟! أليس ـ على الأقلّ ـ حتّى تبرأ ذمّته من تهمة الجهل بالقدح، وحتّى لايُستدرك عليه، كما ذكره في آخر الميزان ۲ .
وأمّا الإحالة الى كتاب آخر، كالتهذيب، فليس من شأن المؤلّف المتصدّي للجمع والاستيفاء.
مع أنّ عمله هذا معاكس لما عمله في مورد الملاحظة الاُولى، فلماذا لم يعمل هناك مثل هذه الإحالة الى كتب الشيعة، فيقول: «جميع مَنْ ذكرهم الشيعة في كتب رجالهم ـ ممن لم نعرفهم ـ فهم داخلون في «اللسان» لكنّا لم نذكرهم، اختصاراً ونحيل القاري الى كتبهم.!؟.
كلاّ، ليس السبب في حذف ابن حجر أسماء رواة الكتب الستّة من كتاب الضعفاء، هو ماذكره المرعشلي، بل السبب هو عدم الموضوعيّة، وعدم الإنصاف: فرجال الكتب الستّة لابُدّ أن لا تدخل أسماؤهم في مثل كتاب «لسان الميزان» المعدّ في الأصل لذكر الضعفاء! لأنّ مجرد وجود أسمائهم فيه توهينٌ لهم.
لكن رجال الشيعة ـ حتّى الذين لم يتّصل ابن حجر بهم، ولم يقف لهم على حديث ـ فلابدّ أن يذكروا في الضعفاء، كي تُلطّخ سمعتهم بوجود أسمائهم في «لسان» ابن حجر؟
فهل هذا هو الإنصاف؟ وهل هذه هي الموضوعية؟!
ولئلا نكون قاسين على المشرف المرعشلي، نقول: إنّه قد حاول في عمله أن يكون

1.فتح المنّان (ص ۸).

2.ميزان الاعتدال، الذهبي (ج ۴ ص ...).

صفحه از 215