إيقاظُ الوَسنان - صفحه 197

موضوعياً ومنصفاً، مهما أمكن، ولم يصرّح بالتزييف والإهمال للتراث الشيعي، كما يفعله الكثيرون من الكتّاب والمحققين الجدُد، فابن حجر نفسُه لم يسمح بمثل هذا الإهمال، فقد ملاّ كتابه «لسان الميزان» بالنقل من كتب الشيعة حول رواتهم وعلمائهم، مهما كانت أهدافه وأغراضه التي ناقشنا طرفاً منها في (الملاحظة الاُولى).
أما المرعشليّ:
فإنّه من جانبٍ: مدفوع إلى استخدام المصادر ذاتها، وغيرها، ليتمَّ عمله الجيّد في تحقيق الكتاب وتوثيقه، وهذه فضيلة يقدّر من أجلها ويشكر عليها.
وهو من جانب: قد تحمّل ـ بلاريب ـ صعوبات عظيمة، لأن كثافة الهجوم والتحامل على الشيعة وتراثهم وعقائدهم، هي بالحجم الذي يصعُب على المحقّق ـ غير الشيعي ـ ان يخرج من تحت وطأتها بمثل ما خرج الاستاذ المرعشلي!
فماذا يفعلُ مَن لايمرّ بمصدر سنّي، إلاّ ويراه مليئاً بالقدح والجرح، وبشتّى الأساليب، وبالأيمان المغلّظة، والكلمات القاطعة، على كلّ ما يمتّ للشيعة بصلةٍ، فهل يكذّبها كلّها، وهي لم تصدر من اُناسٍ عاديّين، بل من الجلود المنفوخة طول قرون، ولهم وزنهم عند عامة الناس!؟
والاتّهامات كذلك ليستْ عاديّةً؛ فليست ملقاةً لمرّةٍ واحدةٍ، او اثنتين، بل لعشرات المرّات، على طريقة: «قل، وقل، وقل، حتّى يُصدّقك العامّة»!!
فالخروج من ثِقَلِ هذه الأطنان من الاتّهامات، وعدم الاحتفاء بها، وترك نقلها ـ مهما أمكن ـ مكرمة تمكّن الاستاذ المشرف من أن ينالها، ولكنّه ـ ورغما من سعيه ـ لم يتمكّن من الانفلات منها كلّها، على طريقة «مالايُدرك كلّه، لايُترك قلّه».
وقد سعينا في هذه الدراسة إثبات الملاحظات ـ ولا نسمّيها «المؤاخذات» ـ على عمل المشرف الفاضل، بغرض تنبيهه، ليتداركها ولو في عمل مُقبِل، بتوفيق الله.
الملاحظة الثالثة: الإسناد عند الشيعة.

عنون المرعشلي في (البحث الثاني) ما يلي:

«أ ـ علم الإسناد هو أصل علوم الاسناد» ثم «ب ـ أهمية علم الإسناد وأقوال العلماء في ذلك» ثم عنون كما يلي:

صفحه از 215