إيقاظُ الوَسنان - صفحه 209

كتاب «نهج البلاغة» إليه، وهو لأخيه.
وأمّا قوله: «إنّه مكذوب على أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام ».
فهذا كلام تكذّبه «مصادر نهج البلاغة وأسانيده» ۱ .
وأمّا قوله: إنّ «فيه السبّ الصراح».
فلو كان التظلّم من الغاصب، وذكر الحقّ المغصوب «سبّاً» فليكن.
وأمّا قوله: إنّ «فيه التناقض والأشياء الركيكة».
فهذا ما يردّه بقوّة: «ما قيل في نهج البلاغة من نظم ونثر» ۲ .
وما تضمّنته إشادات العلماء والاُدباء قديماً وحديثاً بكتاب «نهج البلاغة» الشريف، مضموناً وأداءً:
حتى قال فيه القوشجي (ت 879) ـ وهو من كبار متكلّمي العامة ـ نقلاً عن البُلغاء: «إنّه دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق» ۳
وكفى ردّاً على هذيان الذهبيّ مراجعة القرّاء الكرام لكتاب «نهج البلاغة» المنشور المشهور، فليقرأ القاريُ صفحة منه، من أيّ موضع شاء، فليقف بنفسه على سفاهة كلام الذهبيّ وحكمه، وأنّه إنّما عابه، من بابة:

وضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغياً إنّه لدميمُ
وأمّا قول الذهبي: «... العبارات التي مَنْ له معرفة بنَفس القرشيّين الصحابة، ونَفس غيرهم ممّن بعدهم ...»
فما أدري ما أقول، إلّا أن أتساء ل: ما للذهبي التركماني، والحديث عن «النَفَس» العربيّ: القرشي أو غيره؟ مع أنّ الشريف الرضيّ، وهو «أشعر قريش» ۴ قد جمع هذا

1.كتاب بهذا العنوان، مطبوع في مجلّدات، تأليف المرحوم العلّامة السيّد عبد الزهراء الخطيب رحمه الله.

2.مقال بهذا العنوان، للعلّامة الفقيد صديقنا السيّد عبد العزيز الطباطبائي نشر في مجلة (تراثنا) العدد (۳۴) السنة التاسعة (۱۴۱۴).

3.شرح التجريد، للقوشجي (ص۳۷۸)

4.لسان الميزان (۵/۱۴۱) ۴۶۸.

صفحه از 215