483
نَهجُ الذِّكر ج2

سعادة العقبى والفلاح المؤبّد ، ولذلك علّل تصليته عليهم بقوله : «لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّـلُمَـتِ إِلَى النُّورِ وَ كَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا»۱ . ۲
إنّ ممّا يُلْفِتُ النَّظر قبل ملاحظة أحاديث هذا القسم ما يلي :

1 . معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه و آله

استنادا إلى ما ذكر في بيان معنى «الصلاة» ، فإنّ الصلاة على النبيّ صلى الله عليه و آله تعني إظهار محبّته وتعظيمه وتكريمه ، لذلك فإنّ كلّاً ممّا ورد في الأحاديث في تفسير الصلاة عليه ـ مثل : الرحمة ۳ والثناء ۴ والدعاء ۵ وتنزيهه صلى الله عليه و آله من النقائص والآفات ۶ والوفاء بالعهد الإلهي ۷ في الإذعان بنبوّته ـ هو في الحقيقة مصداق من المصاديق الجامعة للصلاة على رسول اللّه صلى الله عليه و آله .

2 . الرسالة السياسية للصلاة على النبيّ صلى الله عليه و آله

يتّضح من خلال شيء من التأمّل في تأكيد الكتاب والسنّة وحثّهما على الصلاة على رسول اللّه صلى الله عليه و آله وخاصة الأحاديث التي وردت بشأن كيفية الصلاة عليه وأدبها ـ أي الأحاديث التي تؤكد ضم أهل البيت عليهم السلام في الصلاة عليه ـ أن هذا الذكر المبارك يشتمل على بعد سياسي وحكومي فضلاً عن البعد العقيدي والمعنوي ، بمعنى أنّ استمرار إظهار المحبّة الحقيقية من جانب الاُمّة الإسلامية لرسول اللّه صلى الله عليه و آله وأهل بيته عليهم السلام يمثّل أرضية استمرار سيادةِ الإسلام بقيادة أهل بيت الرسالة فى
¨

1.الأحزاب : ۴۳ .

2.الميزان في تفسير القرآن : ج ۱۶ ص ۳۲۹ .

3.راجع : ص ۴۸۵ ح ۲۹۳۴ و ۲۹۳۵ .

4.راجع : ص ۴۸۶ ح ۲۹۳۶ .

5.. راجع : ص ۴۸۵ ح ۲۹۳۴ و ۲۹۳۵ .

6.راجع : ص ۴۸۶ ح ۲۹۳۷ .

7.راجع : ص ۴۸۶ ح ۲۹۳۸ .


نَهجُ الذِّكر ج2
482

هو في التحقيق : تزكيته إيّاهم . وقال : «أُوْلَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَ تٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ»۱ ومن الملائكة هي الدعاء والاستغفار كما هي من الناس ، قال تعالى : «إِنَّ اللَّهَ وَ مَلَـئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ»۲ والصلاة التي هي العبادة المخصوصة أصلها : الدعاء ، وسُمّيت هذه العبادة بها كتسمية الشيء باسم بعض ما يتضمّنه ، والصلاة من العبادات التي لم تنفك شريعة منها وإن اختلفت صورها بحسب شرع فشرع . ولذلك قال : «إِنَّ الصَّلَوةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَـبًا مَّوْقُوتًا»۳ . وقال بعضهم : أصل الصلاة من الصلى ، قال : ومعنى صلّى الرجل أي أنّه ذاد وأزال عن نفسه بهذه العبادة الصُّلِّيَّ الذي هو نار اللّه الموقدة . وبناء صلّى كبناء مرض لإزالة المرض . ۴
على هذا الأساس فإنّ المراد من «الصلاة على رسول اللّه وأهل بيته» الدعاء لهم .

«الصلاة» في الكتاب والسنّة

إنّ دراسة موارد استعمال كلمة «الصّلاة» في الكتاب والسنّة تدلّ على أنّ المعنى الجامع لهذه الكلمة هو الالتفات المقترن بالمدح وإظهار التعظيم والتكريم ، حيث يؤكّد العلّامة الطباطبائي في هذا الصدد قائلاً :
المعنى الجامع للصلاة على ما يستفاد من موارد استعمالها هو الانعطاف فيختلف باختلاف ما نسب إليه ولذلك قيل : إنّ الصلاة من اللّه الرحمة ومن الملائكة الاستغفار ومن الناس الدعاء ، لكن الذي نسب من الصلاة إلى اللّه سبحانه في القرآن هو الصلاة بمعنى الرحمة الخاصة بالمؤمنين ، وهي التي تترتّب عليها

1.الأحزاب : ۵۶ .

2.البقرة : ۱۵۷ .

3.النساء : ۱۰۳ .

4.مفردات ألفاظ القرآن : ص ۴۹۰ .

  • نام منبع :
    نَهجُ الذِّكر ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    الافقی، رسول
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دار الحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1386
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 111498
صفحه از 679
پرینت  ارسال به