سعادة العقبى والفلاح المؤبّد ، ولذلك علّل تصليته عليهم بقوله : «لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّـلُمَـتِ إِلَى النُّورِ وَ كَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا»۱ . ۲
إنّ ممّا يُلْفِتُ النَّظر قبل ملاحظة أحاديث هذا القسم ما يلي :
1 . معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه و آله
استنادا إلى ما ذكر في بيان معنى «الصلاة» ، فإنّ الصلاة على النبيّ صلى الله عليه و آله تعني إظهار محبّته وتعظيمه وتكريمه ، لذلك فإنّ كلّاً ممّا ورد في الأحاديث في تفسير الصلاة عليه ـ مثل : الرحمة ۳ والثناء ۴ والدعاء ۵ وتنزيهه صلى الله عليه و آله من النقائص والآفات ۶ والوفاء بالعهد الإلهي ۷ في الإذعان بنبوّته ـ هو في الحقيقة مصداق من المصاديق الجامعة للصلاة على رسول اللّه صلى الله عليه و آله .
2 . الرسالة السياسية للصلاة على النبيّ صلى الله عليه و آله
يتّضح من خلال شيء من التأمّل في تأكيد الكتاب والسنّة وحثّهما على الصلاة على رسول اللّه صلى الله عليه و آله وخاصة الأحاديث التي وردت بشأن كيفية الصلاة عليه وأدبها ـ أي الأحاديث التي تؤكد ضم أهل البيت عليهم السلام في الصلاة عليه ـ أن هذا الذكر المبارك يشتمل على بعد سياسي وحكومي فضلاً عن البعد العقيدي والمعنوي ، بمعنى أنّ استمرار إظهار المحبّة الحقيقية من جانب الاُمّة الإسلامية لرسول اللّه صلى الله عليه و آله وأهل بيته عليهم السلام يمثّل أرضية استمرار سيادةِ الإسلام بقيادة أهل بيت الرسالة فى
¨