شرح نهج البلاغه(ما سلم من شرح الوبري لنهج البلاغة) - صفحه 60

وذلك محالٌ لا يَخفى. 1
قوله: فَلَسْنا نَعْلَمُ كُنْهَ عَظَمَتِك.
قال الإِمام الوبريُّ: أَي لا نعلَم كنهَ مُلكِكَ ومُنتَهَى سلطانِك ، بل نعلمُكَ حيّاً قيّوماً لا تأخذُك سِنَةٌ ولا نَومٌ. 2
قوله: كانت أَثَرَةً.
قال الإِمامُ الوبريّ: كانوا 3 أَثرة ، من الإِيثار: أَي كانوا مختارين ، اختارهم الخلقُ للإِمامةِ. وسَمَّى عقدَ الإِمامةِ بالاختيارِ أَثَرةً ؛ لاتّباعِ بعضِهم رأيَ بعضٍ. 4
قوله: شَحَّت عَلَيها نُفُوسُ قَومٍ.
أَي اختاروا الإِمامةَ وأَحبُّوها لمّا رأوا 5 صلاحهم.
وسخت عنها نفوسُ آخرينَ.
أَي أعرَضُوا عن الانتصابِ للإِمامةِ لَمّا لم يروا صَلاحَهم في ذلك الوقتِ. 6
قوله: لا يَهلِكُ عنه إِلاّ هالِك.
قال الإِمام الوبريُّ: معناه : من استحقّ العقابَ واستوجبَ العذابَ ، فإِنّه يدخل النّارَ بعدَ ورودِ الآياتِ وقيامِ الحُجَجِ والبَيِّناتِ ، فهو الذي كان يَهلِك في معلومِ اللّهِ وإِن ازدادت الحججُ والبراهينُ والأَلطافُ ، كما كان يَهلِك وإِن لم يُبعث الرسولُ ، فلا خيرَ فيه على كلِّ حال. وهو الذي أَبان عنه ـ تبارك وتعالى ـ في سورة الصّافات: «فَإِنَّكُمْ وَ مَا

1.كذا.

2.معارج ، ص ۵۵۰.

3.معارج ، ص ۵۶۲.

4.معارج ، ص ۵۷۴.

5.في «د»: «وأَحْيَوْها ـ وهو خطأ واضح ـ و أرادوا إصلاحهم» ، والتصويب من «خ» ، حيث كتب الناسخ «رأو» في آخر السطر ، ومن عادته أن يقطع الكلمة نصفين يكتب نصفاً في آخر السطر ونصفاً في أول السطر الثاني ، وهنا أخّر الألف التي تتبع واو الجماعة إلى السطر الثاني ، فوهمُ محقق «د» لأجل ذلك.

صفحه از 80