مولانا الرضا والجواد عليهماالسلام بل في قوله ۱ : «وأدرك أبا جعفر الثاني» . وحملُ هذا قرينة تصرف ذلك ليس أولى بالعكس إلاّ بملاحظة كون المنطوق أقوى من المفهوم ، والمجيب ساكتٌ عنه .
وفي الثاني بأنّ الظاهر من الكلام المذكور ومفهومه عدم إدراك ما بعد المقبول وما قبله في جميع الموارد .
وفيه : أنّه لا إشكال في افتراق المفهوم بحسب الظهور العرفي بحسب الموارد .
ومنها : أنّ ولادة الكليني وإن لم تذكر في كلمات علماء الأعلام ، لكن المشهور المصرّح به في كلام جماعة من الفحول أنّه صَنّف كتاب الكافي في مدّة عشرين سنة . ۲
ولا يخفى على المتتبّع في كتابه أنّه قد روى عن محمّد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان من بدايته إلى نهايته ، فلو كان هو محمّد بن إسماعيل بن بزيع / 39 / لز أن يكون نصف مجموع الكافي قبل وفاة مولانا الجواد عليه السلام بناء على أنّ فوت محمّد بن إسماعيل بن بزيع في زمان مولانا الجواد عليه السلام . واللازم مقطوع الفساد ؛ لأنّه لو كان الأمر كذلك كان الكليني لا محالة لغاية حرصه في ضبط الأخبار ونهاية شوقه في جمع الآثار يأخذ بعض الروايات عن مولانا الجواد عليه السلام ويروي عنه من غير واسطة ، ومعلوم انتفاؤه ، ولو كان الأمر كذلك لكان لكتاب الكافي مزيّة لا توجد في غيره وفضيلة لا تتحقّق فيما عداه ، فكان اللازم تنبيه أرباب الرجال عليه ؛ كما لا يخفى على المتتبّع أنّ ديدنهم التنبيه على أدون من ذلك .
بناءً عليه يلزم أن يكون عمر الكليني زائداً عن مئة وثلاثين ؛ لأنّ التفاوت بين وفاة مولانا الجواد عليه السلام ووفاة الكليني ـ على ما عن النجاشي ـ من تسع وعشرين وثلاث مئة [. . .] وتسع سنة ، والمفروض أنّ نصف مجموع الكافي في عشرين سنة في حياته عليه السلام ، ومعلوم أنّ الشخص في أوّل سنه غير قابل للتصنيف ، بل لابدّ من مضيِّ زمان طويل حتّى يكون قابلاً للتصنيف والتدوين وهو ممّا لا خفاء فيه ؛ هذا ما ذكره جدّنا العلاّمة .
1.رجال النجاشي ، ص۳۷۷ ، رقم ۱۰۲۶ .
2.أي قول الكشّي .