الفوائد الرجالية - صفحه 454

أشبههم من المصدّقين . 1 انتهى .
وخولف في وجه تسميتهم ؛ فقيل :
لأنّهم كانوا قصّارين يحورون الثياب أي يقصّرونها وينقّونها من الأوساخ ويبيّضونها ، من الحور ، وهو البياض الخالص . 2
ثمّ ذكر عن بعض الأعلام نقلاً من :
إنّهم لم يكونوا قصّارين على الحقيقة ، وإنّما إطلاق الاسم عليهم رمز إلى أنّهم كانوا ينقّون نفوس الخلائق من الأوساخ الذميمة والكدورات ، ويرقّونها إلى عالم النور من عالم الظلمات . 3
وهو المحكي عن الزجّاج حيث قال نقلاً : لأنّهم اُخلصوا عن كلّ عيب .
/ 94 / وعن الرضا ـ عليه آلاف التحيّة والثناء ـ وقد سُئل : لِمَ سمّي الحواريّون الحواريّين ؟
قال : أمّا عند الناس فإنّهم سمّوا الحواريّين ؛ لأنّهم كانوا يقصّرون الثياب من الوسخ بالغسل ، وأمّا عندنا فإنّهم كانوا مخلصين في أنفسهم ومخلصين بغيرهم من أوساخ الذنوب . 4
وبذلك ظهر الكلام في المقام الثاني ؛ فإنّه لا إشكال في أنّ مَن صفّى قلبه عن ذمائم الأخلاق ، وأتعب نفسه في تحمّل المشاقّ متّصف بصفة العدالة ، كما صرّح به بعض الأعاظم .
هذا ، وروى الكشّي عن محمّد بن قولويه ، عن سعد بن عبد اللّه ، عن علي بن سليمان بن داوود الرازي ، عن علي بن أسباط ، عن أبيه أسباط بن سالم قال : قال أبوالحسن موسى بن جعفر عليه السلام : إذا كان يوم القيامة نادى مناد : أين حواري محمّد بن عبد اللّه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه ؟
فيقوم سلمان والمقداد وأبوذر .

1.مجمع البحرين ، ج۱ ، ص۵۹۴ .

2.نفس المصدر .

3.بحار الأنوار ، ج۷۰ ، ص۱۱ .

4.علل الشرائع ، ج۱ ، ص۸۱ ، الباب ۷۲ .

صفحه از 490