9 . قال ابن السكّيت : يقال : هو الإجّاص ، ولا تقل : إنجاص .

الإجّاص ـ بكسر الأوّل وتشديد الجيم : فاكهة معروفة ، قال الجوهري : الإجّاص دخيل ; لأنّ الجيم والصاد لا يجتمعان في كلمة واحدة من كلام العرب ، الواحدة : إجّاصة ، وأنكر ذلك الأزهري فقال : بل هما مستعملان ، ومنه : جصص الجرو : إذا فتح عينيه ، وجصص فلان إناءه : إذا ملأه ، والصنج : ضرب الحديد بالحديد ، قال ابن السكّيت : ولا تقل إنجاص ، وقيل : هي لغة فيه ; قال ابن بري : حكى محمد بن جعفر القزّاز : إجّاصة وإنجاصة ، وقال : هما لغتان ^۱  .
وجاء في الحديث على اللغة المشهورة ، روى ثقة الإسلام الكلينيبالإسناد عن زياد القندي ، قال : دخلت على أبي الحسن الأوّل (عليه السلام) وبين يديه تور ماء فيه إجّاص أسود في إبّانه ، فقال : «إنّي هاجت بي حرارة ، وإنّ الإجاصالطري يطفي الحرارة ، ويسكّن الصفراء ، وإنّ اليابس منه يسكن الدم ويسلّالداء الدويّ » ^۲  .

10. قل : البرد اليوم قارس ، ولا تقل : قارص .

يقال : قَرَس الماء : يقرس قَرساً ، فهو قريس : جَمَد ، وقَرَس البرد : اشتدّ ،
ويقال : قَرّستُ الماء في الشنّ : إذا برّدته ، وأصبح الماء اليوم قريساً وقارساً : أي جامداً ، ويوم قارس : بارد ، وقَرَس الرجل قرساً : بَرَد ، وأقرسه البرد وقرّسه تقريساً ، والقرس : البرد الشديد .
أمّا القرص فهو مشتق من فعل آخر ، يقال : قَرَصه يقرُصه قرصاً : قبض على جلده باصبعين حتّى آلمه ، ومنه حديث أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قضى في القارصة والقامصة والواقصة بالديّة أثلاثاً .
والقرص : الدلك بأطراف الأصابع ، وقرص البراغيث : لسعها ، وقرصه بلسانه  : آذاه ونال منه ، والكلمة القارصة : المؤذية ، والشراب القارص : الذي يحذي (يقرص) اللسان . والقارص : الحامض من اللبن . والقارص : دويبة كالبقّ تقرص . وقرّص الشيء : قطّعه ، وكلّ مقطّع مقرّص ، ومنه قرّص العجين : إذا قطّعه ليبسطه قطعة قطعة ^۳  .
وفي الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : « قرّسوا الماء في الشنان ثمّ صبّوه عليكم فيما بين الأذانين » ^۴  .
أي برّدوه ، وخصّ الشنان ، وهي الخلقان من القرب والأسقية لأنّها أشدّ تبريداً ^۵  .
وجاء في رقية العيون بخطّ الوزير مؤيّد الدين ابن العلقمي : « بسم الله العظيم الشأن ، القوي السلطان ، الشديد الأركان ، حبس حابس ، وحجر يابس ، وشهاب قابس ، وليل دامس ، وماء قارس في عين العائن » ^۶  .