القرآن والسنّة.
فإن دلّ هذا على شيء فإنّما يدلّ على نقص في الطرق الملتزمة ، والمبتناة على غير العلم ، ممّا أدّى إلى الوقوف على ساحل الظنّ وغير العلم.
فلابدّ من الالتزام بما عيّنه الله والرسول ، لهداية الأمّة أبدياً ، وبما لا ينقطع منذ عهده إلى يوم القيامة ، وذلك ما أعلنه في حديث الثقلين المتواتر بين المسلمين ۱ .
والحاصل: إنّ المصادر للفكر الإسلامي ـ عقيدة وشريعة ـ لابدّ أن تكون علمية موثوقة ، كما هو أصل الدين ، معتمداً على اليقين.
وقد خالف الحشويّة في هذا ، في ما يرتبط بالحديث ، وبالقرآن.
فما هي مواقفهم ؟
موقفهم من الحديث الشريف : ما هو الخبر الواحد ؟
قال الباقلاّني: إنّ الفقهاء والمتكلّمين قد تواضعوا على تسمية كلّ خبر قَصُرَ عن إيجاب العلم بأنّه «خبرٌ واحدٌ».
وسواءٌ عندهم قول الواحد أو الجماعة التي تروي ذلك الواحد ۲ .
فالوحدة المأخوذة في اسم «الخبر الواحد» ليست قيداً في مقابل الكثرة للرواة ، إذن ، وإنّما هي لمجرّد التسمية فقط ، والمهم في الخبر الواحد ، هو قصوره عن إفادة العلم ، كما سنعرف في حكمه.
فما كان من الخبر موصوفاً بعدم إفادة العلم ، والقصور عنه ، فهو خبر واحد ، حتّى لو كان له رواة أكثر من واحد.
والسبب في عدم إفادته العلم أنّ احتمال الصدق والكذب ، الذي يلازم الخبر لذاته ، موجود في ما يسمّى خبراً واحداً في طرفي وجوده وعدمه ، ومع هذا
1.لاحظ المقالة السابقة.
2.التمهيد للباقلاّني (ص۴۴۲) طبع مؤسّسة الكتب الثقافية.