موقف الحشوية من مصادر الفكر الإسلامي الحدیث و القرآن - صفحه 39

وكانوا مع هذا لا يتهيّبون الفتيا ، فيفتون في كلّ ما يوجّه إليهم ، دون نظر إلى أنّها مسألة واقعية أو افتراضية ۱ .
ومهما كانت هذه التبريرات حقيقية ، أم تزلّفاً إلى ملايين الحنفية في العالم؟.
وبقطع النظر عمّا بينها من التهافت والتنافي ، أو ما فيها من رائحة الاعتراض والتهديد أو الإهانة ; فإنّ الحنفيّة لم يأبهوا بشيء من ذلك .
يقول اللكهنوي: إنّ كثرة الرأي والقياس دالّة على نباهة الرجل ، ووفور عقله عند الأكياس ، ولا يفيد العقل بدون النقل ، ولا النقل بدون العقل ۲ .
وهذا تعريض بالحشويّة الذين حصروا الأمر بالنقل المجرّد عن كلّ إدراك عقليّ أو جهد فكريّ.
وبين هذه المهاترات والاتّهامات والتعريضات ، نجد الموقف الحميد لدى الأمجاد من الشيعة الإمامية ، فتراهم يرفضون كلّ تلك التصرّفات المخالفة للذوق والوجدان والأخلاق .
فهذا السيّد ابن طاوس الحلّي (ت664هـ) يقول: وأمّا أصحاب أبي حنيفة وأتباعه ، ومن تقدّم منهم أو تأخّر من المعتزلة ، فقد ذكر أبو منصور ، عبدالقاهر بن طاهر التميمي البغدادي ، في كتاب «فضائح المعتزلة» وكتاب «الفرق بين الفرق» ۳ عنهم أُموراً عظيمة. فإن كانت كما ذكره فهي من أعظم الفضائح في الإسلام ، وأتمّ القبائح عند الله وعند الأنام.
وذكر الخطيب في «تاريخ بغداد» من طعون أبي حنيفة وفضائحه ما هتك

1.(مناهج الاجتهاد) لمدكور (ص۱۲۱) .

2.(التعليق الممجّد على الموطّأ برواية محمّد) (ص۲۴) بنقل (مناهج الاجتهاد) (ص۱۲۵) .

3.المطبوع من هذا الكتاب مفرّغٌ من هذا المعنى، ولعله اجتهاد لسدّ الذرائعً.

صفحه از 34