موقف الحشوية من مصادر الفكر الإسلامي الحدیث و القرآن - صفحه 40

مستورات مذهبه ۱ .
وذكر ـ أيضاً ـ الجويني في كتاب «مُغيث الخلق في معرفة الأحقّ» طعوناً كثيرة على أبي حنيفة المذكور ، مَن أراد الوقوف عليها فليراجع الكتاب المذكور ۲ .
ثمّ عبّر السيّد ابن طاوس عن موقفه ، فقال: وأمّا أنا ، فلا أشهد عليهم بها جميعاً ، لأنّني وقفت على كتبهم ، ولقيت علماءهم فرأيتهم يذكرون من صفات الله وتوحيده ، وتنزيهه ما تشهد به العقول الصحيحة ، لكن ذكروا عن الأنبياء وأئمّتهم أُموراً قبيحة ۳ . فبالرغم من اختلاف المذهب والمشرب والمنهج ، فإنّ السيّد ابن طاوس من كبار علماء الشيعة الإمامية يقف هذا الموقف المشرّف من كلّ التّهم والنسب غير اللائقة التي يكيلها علماء المذاهب السنّية المالكية والشافعية والحنبلية على أبي حنيفة ومذهبه وتابعيه.
ومع ذلك ، فإنّ الدكتور محمّد سلام مدكور يجعل لائِمَةَ إنكار الاحتجاج بالسنّة على الرافضة ، فيقول: إنّ من غلاة الرافضة مَن ذهبوا إلى إنكار الاحتجاج بالسنّة غير المتواترة بسبب الشكّ في طريقها ، وقد هاجمهم الشافعي هجوماً قوياً في كتاباته ۴ . فهذا تحريف في الكلام:
فإنّ ما لم يتواتر ، وبالخصوص ما كان وارداً بالخبر الواحد ، لم يثبت كونه سُنّةً فليس عدم الاحتجاج بذلك ، إنكاراً للاحتجاج بالسنّة!.
ثمّ إنّ الشافعي لم يُهاجم خصوص الرافضة ، بل هاجم كلّ من أنكر حجّية الخبرالواحد ، وفي مقدّمتهم أبو حنيفة وأتباعه ؟ فلماذا هذا التعبير ، وهذا التحريف.
ثمّ إنّ نسبة هذا الأمر إلى الرافضة ، نسبة باطلة ، ناشئة من عدم فهم منهجهم

1.(تاريخ بغداد) (۱۳) من (ص۳۲۵ ـ ص۴۲۶) رقم الترجمة (۷۲۹۶) .

2.لاحظ (المصنَّف) لابن أبي شيبة ، الجزء (۶ /۲۷۱ - ۳۲۶) .

3.(الطرائف إلى مذاهب الطوائف) (۲ / ۵) ط بيروت .

4.(مناهج الاجتهاد) (ص۲۲۷) .

صفحه از 34