وتعجّبه منهم!
فهذا تعدٍّ صارخ على أُولئك العلماء الذين يعترف بإحاطتهم بعلم الرجال كالمؤلّف العلاّمة المجلسي (رحمه الله).
وقوله: «لا يُحبّون» يدلّ على عدم معرفته بهم ، وأنّهم لايتعاملون مع العلم بملاك الهوى والحبّ والبغض والإرادة الشخصية ، فمن يعرف هؤلاء الأعاظم في علمهم وتقواهم وحرصهم على الحقّ وتثبيته ونشره وسعيهم في نشره وفي إرشاد الناس وإخراجهم من ظلمات الجهل إلى نور العلم ، لم يعبّر عنهم بذلك التعبيرا!
أفهل يعتبر صاحب المشرعة نفسه أحرص على الحقّ والعلم من أُولئك الذين رفعوا ألوية العلم والجهاد والإرشاد وقاوموا وثابروا وتحمّلوا المتاعب في سبيل تأليف موسوعة كبحار الأنوار الجامعة؟.
إنّ النقود التي ذكرها هذا الناقد ، وهي ليست نقوداً إلاّ بحسب فرضه هو ، وهي لاتركن إلى أساس وثيق من علم ولامعرفة ، ومن قبيل ما تقدّم ، إنها في كتابه كثيرة جدّاً ، فاقرأ معنا مثلاً:
ينتقد المجلسي (رحمه الله) بنقل المطالب النجومية والفرضيات البطليموسية فيقول:
ليت المؤلّف العلاّمة المتتبّع ; لم يتعب نفسه بنقلها حتّى لا يكبر «كتاب السماء والعالم» من البحار ، بهذا الكبر ، لأنّ أكثرها أصبحت باطلة بالعلوم الحديثة في القرنين الماضيين (19 و20) واليوم لا يستفاد منها شيء المشرعة (2 / 270).
نقول: إنّ هذا الاعتراض من الغرابة بمكان !
فإنّه يُحاسب المجلسي (رحمه الله) المتوفّى عام (1110هـ) في القرن الثاني عشر ، يُحاسبه بما حصل بعد وفاته بأكثر من قرنين ، ولأنّ مؤلّف المشرعة يعيش في القرن الحاضر ، وقد سمع ورأى وقرأ ما اكتشفه البشر من علوم الفضاء ، فهو يُحاسب